كلمة سيادة المطران بولس روحانا
في قدّاس الشكر الذي احتفل به مع أبناء بلدته عمشيت
في مدرسة الإخوة المريميّين (عمشيت)، نهار الجمعة 3 آب 2012،
وذلك بدعوة من مطرانيّة جبيل المارونيّة وبلديّة عمشيت
فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ممثِّلاً بسعادة محافظ البقاع وجبل لبنان حضرة السيّد أنطوان سليمان المحترم،
صاحب السيادة المطران ميشال عون، راعي أبرشية جبيل المارونية السامي الاحترام،
أصحاب السيادة السامي احترامهم،
قدس الأب العام الأباتي طنوس نعمه المحترم،
أصحاب المعالي والسعاده المحترمين،
حضرة رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك، الأب هادي محفوظ المحترم،
أصحاب المقامات البلديّة والاختياريّة والامنيّة،
حضرة رئيس وأعضاء مجلس بلديّة عمشيت المحترمين،
حضرة الكهنة والرهبان والراهبات الأعزّاء،
أيها الأحبّاء أبناء بلدة عمشيت والمقيمين فيها،
أيها الأصدقاء
1- بدعوةٍ محبّة من مطرانيّة جبيل المارونيّة وبلديّة عمشيت، يُسعدُني أن ألتقيَ بكم، نحن أبناءَ بلدةٍ واحدة، ومعكم من ارتضى أن يُقيمَ فيها ويُسهمَ في عمرانها، دون أن أنسى كلّ الأصدقاء الذين أتوا من بعيد، لنتشارك في قداس الشكر هذا، بعد أن أصبحتُ، بنعمة الله واختيار مجلس الأساقفة الموارنة، مطرانًا نائبًا بطريركيًا عاماً على نيابة صربا، خلفاً لصاحب السيادة المطران غي-بولس نجيم السامي الاحترام. أشكر الرب، وأنا واقفٌ اليوم في حضرته وأمام هذه الجماعة المصلّية، على كلّ النعم التي أفاضها عليّ من روحه منذ الطفولة حتى اليوم، بواسطة أناس كثيرين وضعهم على دربي، سنداً وهداية. والنعمةُ في عرف الكتاب المقدس هي اختيار من لدنه تعالى لا للتباهي والافتخار أو الاستئثار، بل لخدمة الجميع بدون استثناء، تحت نظر الرب ووفق إرادته القدوسة.
2 – أشكره اليوم لأنه أنعم عليّ بأن أتنشّأ في مدرسة الأخوة المريميّين في عمشيت، هذا الصرحُ التربويُّ العريق الذي يدينُ له الألوف الألوف من أولاد عمشيت والمنطقة، علماً وانفتاحاً. وقد احتَضَنَني تلميذاً طوال المرحلة الابتدائيّة، ممّا أهّلني أن ألتحق بارتياح بطالبيّة الرَّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة في دير الروح القدس، الكسليك، في العام 1966، وأنا ابن الثانية عشرة من عمري، بعد أن نلتُ في ربوعه الشهادةَ الاعداديّة الرسميّة (السرتفيكا). أعودُ اليوم إلى هذا الصرح لا من باب الحنين الى ذكريات طفولة تختبئ في زواياه وقاعاته وحدائقه وحسب، بل لأنّه طَبَع فيّ حبَّ الكنيسة والثقافة والمجتمع. وكان ذلك على يد أخوة أفاضل تركوا أوطانهم في أوروبا ونذروا حياتهم خدمةً لشبيبة لبنان. وقد عاونهم في مهمَّتهم التربويّة هذه معلّمون ومعلّمات من هذه البلدة كان لهم الفضل الكبير في تنشئتنا. رَحَماتُ الله على هؤلاء الإخوة وهم يرقدون بالقرب منّا على رجاء القيامة بعد أن امتَزَجَتْ رفاتُهم بتراب هذه البلدة التي أحبّتهم وأحبّوها. بفضلهم أدركتُ تباعاً كيف تكونُ الكنيسةُ جامعةً ورساليّة، بحيث يَحمِلُ كلُّ معمّد همَّ الكلّ لأنّ المسيح حاضرٌ في الكلّ. ولا يمكنُ بالتالي لكنيسته أن تعرفَ حدوداً سوى الإنسان، أيّ إنسان، لأن صورةَ الله مطبوعةٌ فيه ولأنه في سبيل ترميم هذه الصورة، التي شوّهتها الخطيئة، صارت كلمةُ الله بشراً مثلنا بشخص سيّدنا وإلهنا يسوعَ المسيح، له المجدُ الى أبد الدهور.
3 – من هذا الصرح التربوي الجامع، يطيب لي أن أتطلّع إلى كنائسِ عمشيت التي تحيطُ به من كل الجهات، وصورُها ترتسمُ على هذا المذبح وكأني بها تحمل الى السيّد المسيح الحاضرِ في الافخارستيا رعيةَ عمشيت الواحدة في تنوّع عائلاتها. وقد عَمِلَ غبطةُ أبينا السيّد البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، أثناء أسقفيته على أبرشيّة جبيل وسكناه في بلدة عمشيت التي أحبّها وأحبّته، عَمِلَ على ترسيخ هذه الوحدة بالشركة والمحبّة، أدام اللهُ رئاستَه علينا. ففي كنائس السيّدة ومار اليشاع ومار يوحنا المعمدان ومار زخيا ومار مخايل ومار روحانا، ومار بطرس والشهيدة برباره ومار مارون، وفي غيرها من الكنائس والمزارات التي يفوق عددها الخمسة والعشرين، وهي مواقع تربط الأرضَ بالسماء، ففي هذه الكنائس تكوّنت رعيّةُ عمشيت من جرن العماد الذي جَعَلَنا على تنوّع مواهبنا جسدَ المسيح الواحد بعد أن اصطبغنا بالروح الواحد (1 كور 12، 13، 27). إنها لمناسبةٌ لكي أتذكّر وإياكم البيتَ الوالدي الهانئ الذي فيه ترعرعتُ، وجميعَ الناس الطيّبين الذين تحلّقوا، أفراداً وجماعاتٍ “كالحجارة الحيّة” حول هذه الكنائس، فأسّسوا في ضوء الانجيل العائلاتِ والبيوتَ بعرق الجبين وبخوف الله وبركته. فلم تُرهِبْهم يوماً الضائقةُ المعيشيّة التي كانوا يرزحون تحتها، ولم تُثنِهِمْ عن عيش قيمهم، فكانت بيوتُهم واحةَ إيمانٍ ورجاءٍ ومحبة للتمرّس على قيم الشراكة والقناعة والتضامن بين الأخوة والأخوات. في هذه الروحيّة نشأت العائلات في عمشيت وفي غيرها من البلدات والقرى اللبنانيّة، وهذا كلّه من نعم الله على شعبه. علّنا نقوى على المحافظة عليها في زمن تتهدّد فيه الكنيسةَ والعائلة النزعةُ المُستشرية الى الفردانية والنسبيّة الأخلاقيّة، ممّا يُضعفُ روحَ الشراكة، بدونها تفقدُ الكنيسةُ والعائلة إحدى مقوّماتها الأساسيّة.
4 – إنّي إذ أستمطرُ رَحَماتِ الله على الذين غادرونا منهم الى دنيا الحق، خاصّاً منهم الكهنة الأفاضل الذين عَرفتُهم: بطرس كرم وسمعان شديد وبولس نون، أدعو الربَّ ليمنح الباقين ثباتَ الجهاد في حقل الرب، ومعهم العزيزان الخوراسقف بولس نصرالله والخوراسقف فيليب غوش اللذان رافقا مسيرتي الرُهبانيّة والكهنوتية منذ البداية وحتى اليوم.
5 – ومن نِعَمِ الرب على هذه البلدة التي تحتضننا هو حضور العلمانيّين والعلمانيّات اللافت في معظم القطاعات التي تُعنى بخدمة الشأن العام. فإني أُحيّي بإكبار ذكرى الذين انشأوا الأوقافَ الخيريّة في عمشيت، بهدي من إيمانهم بالله ومحبّتهم للناس، فأسهمت تلك الأوقافُ في تعليم الأحداث وتأمين الطبابة في زمن كان فيه التعليمُ والاستشفاءُ، وما يزال، وإن بنسبة أقلّ، عبئاً كبيراً على الناس في ظلّ غياب سياسة وثقافة تعاضديّة في تلك المجالات.
6 – أُحيّي اليوم رجالاتِ القانون والقضاء والإدارة العامة من عمشيت، ومعهم الأطباء والحرفيّون والصناعيّون المبدعون وأهل التجارة، وأهلُ الفنّ والثقافة من أدباءٍ وشعراءٍ وموسيقيّين ومخرجين مسرحيّيين ونحّاتين، بواسطتهم نحلُمُ بمستقبل إنساني واعد علّه يُصبحُ واقعاً ملموساً بفضل تضافر جهودنا وطاقاتنا.
7 – وفي قداس الشكر هذا أذكر كلّ الذين خدموا ويخدمون الشأن العام من خلال عملهم في المؤسسات الأمنيّة والعسكريّة وفي المجلس النيابي ومجلس الوزراء، وفي مقدِّمَتِهم فخامةُ رئيسِ البلاد العماد ميشال نهاد سليمان، ممثّلاً بيننا بسعادة شقيقه المحافظ أنطوان سليمان، رفيقِ الدراسة في هذه المدرسة. معكم أرفعُ الصلاة من أجله ومن أجل معاونيه، لكيما “بقوّته الهادئة” وباتّكاله على إيمانه الكبير بربّه ووطنه، يجمعَ الكلّ في وحدانيّة الدولة، دولةِ القانون والعدالة الاجتماعيّة وخدمة الشأن العام بالنزاهة والاخلاص والتفاني. هذه هي دعوةُ لبنان التاريخيّة، للشرق كما للغرب، التي نودّ أن نسلّمها الى الأجيال الطالعة وهي تبحثُ حائرةً عن وطنٍ وبيئةٍ مشرقيةٍ يكون فيها لكرامة الإنسان غير المجتزأة مكانةٌ مقدّسة، في سبيلها تحلو الانتفاضة لتحقيق “الآدميّة” التي زُرعت فينا عند الخلق.
8– في قداس الشكر هذا تحضرُني الرَهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة المتمثّلة بقدس الأب العام طنوس نعمة السامي الاحترام، التي احتضنتني بين أبنائها منذ العام 1966 حتى اليوم، فعَرَفْتُ تِباعاً من خلال امتداد الرهبانيّة على مساحة الوطن ودنيا الانتشار أّن كنيسة المسيح الحاضرة في الجماعة المحليّة هي أرحبُ من الحيّ والبلدة لتشملَ الوطن والمنطقة والعالم. فإني أتذكّر اليوم أكثر من أي وقت مضى ما تعلّمتُه في الرهبانيّة على يد رهبان أفاضل أن التكرّس الرهبانيّ هو نهجٌ إنجيليّ متطلّب قوامُه اتّباعُ المسيح في العيشة الديريّة المشتركة في سبيل خدمة الكنيسة – الشركة وبنيانها، انطلاقًا من أديار الرهبانيّة ومراكزها في لبنان والخارج، وبروح الشركة مع السلطة الكنسيّة المحليّة.
9 – أشكر الربّ على كل النعم التي أغدَقَها عليّ من خلال وجوه مشرقة بالعلم والفضيلة طبعت مرحلة تنشئتي الرُهبانيّة والكهنوتيّة. وإذا كان يستحيلُ عليّ في هذه المناسبة تعدادُ كلِّ تلك الوجوه، فليُسمَحْ لي بأن أُشير إلى وجوه رُهبانيّة من عمشيت كان لها الأثرُ الأكيد في تثبيت دعوتي على أسس روحيّة وفكريّة وإنسانيّة. كيف لي ألاّ أتذكّر معكم وجهَ الأب مارون خليفة (1988 †) لِما كان يُمثّلُ من رزانة وكرمٍ ورجاحة عقل وحسنِ معشر! كيف لي أن أنسى طيفَ الأب لويس خليفه (1997†)، هذا الراهبُ المولَعُ بالكتاب المقدس، مصباحاً استنار به ليشهد بجرأةٍ نبويّةٍ على أنّ حياة الإيمان تكمنُ في شركة المحبّة مع الله والإنسان والخليقة، في ثالوثٍ لا ينفصم! كيف لي ألاّ أذكر الأبَ العزيز يوحنا وهبه، يجمعُ بيننا منذ الطفولة حيُّ المعبور وجرنُ العماد في كنيسة مار أليشاع، وهو في حياته علامةٌ للكلمة الحرّة والمسؤولة وبساطةِ العيش ولطف المعشر. كيف لي ألاّ أذكرَ أخيراً حضورَ الأب العزيز أنطوان خليفه في مساري الرُهباني، منذ فترة الطالبيّة إلى اليوم، وهو عرّابي في الكهنوت، وقد عَرَف كيف يضعُ عَلاقاتِه الواسعة وحُسنَ التدبير الذي تميّز به في خدمة الناس، كلِّ الناس، من خلال المسؤوليات الجسام التي أُسندت إليه في الرهبانيّة والكنيسة.
10- ويسرّني قبل أن أختمَ كلمتي هذه أن أذكر الأخوات الراهبات من عمشيت وهنّ من عائلات زخيا ولحود وخوري وبامبينو وكرم والبسكنتاوي، وقد تركن هذه البلدة ليلتَحِقن بجمعيّة راهبات العائلة المقدسة المارونيات، وبجمعيّة راهبات سيّدة الرسل، حباً برسالة الإنجيل وإعلاناً لها بالتعليم والطِّبابة في لبنان ودول المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الفرع اللّبناني لجمعيّة سيّدة الرسل هذه، ذات الانتشار العالمي، انطلق من عمشيت في العام 1931، وقد احتضنت كنيسة مار زخيا الرعائيّة في بلدتنا اليوبيل الثمانين لهذا الفرع بقداس احتفالي أُقيم في شهر كانون الثاني 2011.
11- فيما ترتسِمُ في قلبي ووجداني هذه اللوحةُ العمشيتيّة في وحدتها وتنوّع وجوهها وغِناها، أُجدِّدُ شكري العميق لفخامة رئيس الجمهوريّة الذي شرّفني بالمشاركة في هذا الاحتفال الروحي من خلال ممثّله الشخصي بيننا، سعادة المحافظ السيّد أنطوان سليمان المحترم.
– كما أنّي أوجّه شكراً أخوياً خالصاً لصاحب السيادة المطران ميشال عون، راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة السامي الاحترام، رفيق الدرب في التنشئة اللاهوتيّة في الكسليك، ومعه الجسم الكهنوتي والرهبان والراهبات والعلمانيّون والعلمانيّات في خدمة الأبرشيّة. ثبّت الله خطاكم يا صاحب السيادة في قيادة شعب الله بروح المسيح وعلى خُطى القديسين، في زمن الكرازة الجديدة لأزمنة جديدة.
– وإنّي أتوجّه بتحيّة خاصة إلى رئيس بلديّة عمشيت، حضرة الدكتور أنطوان بربر عيسى، ومعه أعضاء المجلس البلدي المحترمين، على مبادرتهم الكريمة والمحُبّة بالدعوة إلى هذا الاحتفال وتنظيمه بدقّة وسخاءٍ، مع لفتة خاصة إلى المهندس طوني لحود لحود الذي صمّم بلمساته الفنيّة المذبح الذي نُقيم عليه قداس الشكر هذا. بارك الله جهودكم حضرة الرئيس مع مجلسكم الكريم في نهضة هذه البلدة الحبيبة كي تبقى في مختلف مؤسّساتها أمينةً لتراثها العريق في خدمة الخير العام.
– كما أنّي أتوجّه بعاطفة شكر ودعاء إلى الإخوة المريميّين الأحبّاء على احتضانهم لهذا الاحتفال متمنّياً لهم ولجمعيّتهم في لبنان والعالم النهوض باستمرار في مهامها التربوي والاجتماعي.
– كيف لي ألاّ أشكر أخيراً جوقتَيْ كنيسة السيدة في عمشيت وكاتدرائيّة مار يوحنا مرقس- جبيل، بقيادة الأب العزيز يوحنا جحا والآنسة وفاء جحا على الخدمة الخاشعة لهذا الاحتفال.
12 – إنّي اليوم، وبعدَ أن باشَرتُ خدمةَ السهر كأسقف على نيابة صربا، وكلمةُ أسقف المشتقّة من “(Episcopos) في اليونانيّة وهي تعني “الساهر” و”الحارس”، يَطيبُ لي أن أُردّد مع صاحب المزامير: “إن لم يَبنِ الربُ البيت، فباطلاً يتعبُ البناوؤن” (مزمزر 127/1). أقول هذا لا لأتراجع عن خدمة السهر بل لأنّ الكنيسة هي في طبيعتها كنيسةُ الله؛ هو بانيها وحارسُها الذي “لا ينعسُ ولا ينام” كما يقول صاحب المزامير (مزمور 121/4). كلّ ما أرجو لي ولكم، أيّها الأحبّاء بالمسيح، هو أن يكون كلّ منا بين يديّ الله “أداةً” طيّعة، مثل بولسَ الرسول بعد اهتدائه على طريق دمشق (أعمال 9/15)، لنبنيَ كنيستَه على مثال الجماعة المسيحيّة الأولى التي نشأت بعد العنصرة، “بالمواظبة على تعليم الرسل والشركة الأخويّة وكسر الخبز والصلوات” (أعمال 2/42).
وإذا خفتُ الاّ أَنجحَ في مهمّتي بسبب أوهاني وشعوري بمعطوبيّتي، فأرجو منك يا ربّ، أنتَ يا “فاحصَ الكلى والقلوب” (إرميا 17/10)، أن تُسمعَني تلك الكلمات التي قلتَها للرسول بولس وقد اخترتُها شعاراً لأسقفيّتي : “تكفيكَ نعمتي! لأنٍّ قدرتي تكتملُ في الضُعف” (2 كور 12/9).
قدّرني الله أن أكون أهلاً بهذه النعمة، بشفاعة القديسين والشهداء، وبصلوات المؤمنين وأدعيتهم، وبالذّكر الطيّب للوالدين يوسف وهيفا، ومعهُما الآباءُ والأمّهات والرهبانُ والراهبات والكهنة الذين سبقونا إلى دنيا الحق بعد أن علّمونا بمَثَلِهم أن نكون أبناء الله. رَحَمات الله عليهم، وأعطاني التشبّهَ بأبوّتهم وأمومتهم في خدمتي الأسقفيّة، على رجاء أن نُحصى معهم جميعاً في عداد الأبرار والصديقين في الملكوت السماوي الذي لا يغرُبُ شمسُه. آمين.