عظة المطران بولس روحانا
النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونيّة
في قدّاس تكريس كنيسة سيدة الخلاص، عين الريحانه
الأحد 10 آذار 2013
– صاحب السيادة المطران رولان أبو جوده الجزيل الاحترام،
– حضرة كاهن الرعية الخوري ميشال جبور المحترم،
– أصحاب المعالي والسعادة،
– حضرة رؤساء البلديات والمخاتير،
– حضرة ممثلي القيادات السياسيّة والحزبيّة،
– حضرة الكهنة والشمامسة الأفاضل،
– حضرة الرهبان والراهبات،
– أيّها الإخوة والأخوات بالربّ،
“هوذا اليوم الذي صَنَعَهُ الربّ، تعالوا نُسرُّ نفرح فيه” (مزمور 117/24)
1. نلتقي اليوم في أحد المخلّع من زمن الصوم المبارك وأبناءُ وبناتُ رعيّة سيّدة الخلاص في بلدة عين الريحانه ملتئمون قلبًا واحدًا مع كاهن رعيّتهم حول أسقفهم ومجلسه الكهنوتي للإحتفال برتبة تكريس كنيستهم الجديدة على اسم سيّدة الخلاص.
2. منذ حوالي الشهرين، وأنتم تعملون كخليّة نحل لا تهدأُ لإنهاءِ الأشغال المُتبقِّيَة، استعدادًا لاستِقبال صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى. وكان من المُقَرَّر أن يُكرِّسَ بذاته الكنيسةَ الجديدة في التاسع من شهر آذار الحالي، أي البارحة، في ختام زيارة راعوية كان ينوي القيام بها لبعض قرى وبلدات قطاع الوسط في الأبرشية البطريركية، نيابة صربا، التي لي شرفُ خدمتها منذ أن اختارني سينودس الأساقفة، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة، في حزيران الفائت، خلفًا لصاحب السيادة المطران جي – بولس نجيم الجزيل الإحترام، والمُتَغَيِّب عنّا بسبب وعكة صحيّة طارئة، والذي يعودُ له الفضل الكبير في الوصول بنا جميعًا في رعيّة سيدة الخلاص، عين الريحانه إلى “هذا اليوم الذي صنعه الربّ” والذي “نُسَرُّ ونفرح فيه” (مزمور 117/24).
3. إلا أنّ سَفَرَ غبطته المُفاجئ إلى روما للمشاركة في انتخاب خلفٍ لقداسة البابا المستقيل مار بنديكتوس السادس عشر، رجل “الشركة والشهادة”، حالَ، كما تعلمون، دون قيام غبطته بهذه الرتبة المباركة. ولمّا لم يشأ أن ننتظر عودته للقيام بذلك، إفساحًا منه بالمجال للإفادة الراعوية من الكنيسة الجديدة في أحد الشعانين وأسبوع الآلام وعيد القيامة، شرّفني فكلّفني بأن أتولّى باسمه رتبة التكريس هذه، بمعاونة صاحب السيادة الجزيل الإحترام وإخوتي الكهنة والشمامسة الأفاضل. وقد طلب منّي أن أنقل إليكم بركتَه الأبوية راجيًا أن نُصَلّي معًا على نيّة الكنيسة الكاثوليكية كي يُلهم الله بفعل روحه القدوس مجمع الكرادلة لاختيار راعٍ جديد لها يُواصِلُ بأمانة الخدمة البطرسيّة “بالشركة والشهادة” في زمن الكرازة الجديدة لأزمنةٍ وتحدّياتٍ جديدة.
4. من حقّ أبناءِ وبنات رعيّة سيّدة الخلاص في عين الريحانه أن يُردِّدوا مع صاحب المزامير في يوم تكريس كنيستهم الجديدة: “هوذا اليوم الذي صَنَعَهُ الرب، تعالوا نُسَرُّ ونفرحُ فيه” (مزمور 117/24). في هذا اليوم، تتهلَّل كنيسة سيّدة الخلاص القديمة، الكنيسة الأُمّ في جدرانها الهرمة والمتصدّعة، وهي تنظرُ بفرحٍ وحبورٍ إلى ابنتها الجديدة المُتألِّقة في هندستها الحديثة وزجاجيّاتها وفسيفسائها. وقد أبَت إلاّ أن تُقيم بجوار الكنيسة الأمّ، دلالةً على وحدة الرسالة المسيحية وتواصلها عبر السنين. وتتجلّى هذه الوحدة إعلانًا لكلمة الله وتوزيعًا لها طعامًا للمؤمنين، وشركةً في جرن العماد حيث نولد من جديد من الماء والروح لنصير أهلاً بالمائدة الإفخارستيّة، التي تُدخلنا بشركة مزدوجة مع المسيح ومع الأقربين والبعيدين.
5. ففي حنايا الكنيسة الجديدة التي تَحتَضِنُنا سوف تتردّد، كما كان الحال في الكنيسة القديمة، كلماتُ مريم أُمّ يسوع، وهي تدعو المؤمنين كما دَعَت الخَدَم في عرس قانا: “مهما يَقُل لكم (يسوع) فافعلوه” (يوحنا 2/5). ففي كل كنيسة “مريميّة” الروحانية دعوةٌ صريحة لاتّباع يسوع المعلّم، والشافي، والغافر، والمعلَّق على الصليب بفعل انتفاضته على الشرّ، والظافر على الموت بالقيامة، والحاضر في كنيسته بفعل روحه القدوس، إلى يوم مجيئه في نهية الزمن “حين يُسلِّمُ المسيحُ المُلْكَ إلى الله الآب” (1قورنتس 15/24). تلك هي عناصر ما يُسمّى بتدبير الله الخلاصيّ بيسوع المسيح. فإذا دخلنا في روحانيّة هذا التدبير، نقوى برفقة مريم أمّ المؤمنين وشفيعتهم، أن نكون جماعةَ “شركة وشهادة” لخدمة المحبّة، في الأرض المشرقيّة التي كشف لنا الله فيها بيسوع المسيح أنّه محبّة. علّنا نكون اليوم، كما في كلّ يوم، شهودًا لتلك المحبة التي لا تعرف حدودًا، مُردِّدين مع صاحب المزامير: “اليومَ إذا سمعتم صوته، فلا تُقسّوا قلوبَكم” (مزمور 95/7-8 أ).
6. وبالعودة إلى كنيسة سيدة الخلاص الجديدة، يمكن القول بأنّ مشروع بنائها تولّد في حنايا الكنيسة القديمة، أو الكنيسة الأُمّ، في اليوم الذي جثا أمام صورة السيّدة شابُّ يافعٌ في الثانية والعشرين من عمره، وكان ذلك سنة ألف وتسعماية وخمس وخمسين. جثا هذا الشاب مُصَلِّيًا وقطع وعدًا في حضرة سيّدة الخلاص بأنه سيبني لها كنيسةً جديدةً أكثر اتّساعًا إذا نجح في أعماله في بلاد التوغو الإفريقية. عَنيتُ به المرحوم ريمون منصور البستاني، رجلَ الأعمال المقتدر وأوَّل رئيس للبلدية في عين الريحانه، وقد رقد بالربّ في التاسع من شهر نيسان من العام الفائت، ونحن على موعد لإقامة الذكرى السنوية الأولى لرقاده في يوم أحد الجديد، الواقع في 7 نيسان المقبل، في هذه الكنيسة المباركة.
7. لم يفارقه هذا الوعد الذي نما في قلبه كما الجنين في حشا أمه حتى أنجز القسم الأكبر من بناء الكنيسة بسخاءٍ كبير في السنوات الأخيرة من حياته، وقد أكمله نجله المهندس فانسان، رئيس البلدية، مع الخيّرين من أبناءِ الرعيّة. رحمات الله على السيد ريمون، والبركاتُ كلُّ البركات من علُ على الذين ساهموا في بناء المجمّع الراعوي والكنيسة الجديدة في حلّتها البهيّة والتي تحتضننا اليوم تحت راية العذراء، سيدة الخلاص.
8. لا يسعني بالمناسبة إلاّ أن أشكر باسمكم جميعًا لجنةَ البناء على عملها الدؤوب في ظروف إقتصاديّة صعبة. واسمحوا لي أن أخصّ بالشكر والتقدير المهندس جورج الياس البستاني، إبن هذه البلدة، وإبن شقيق المرحوم ريمون، الذي تطوّع لوضع تصاميم المجمّع الراعوي والكنيسة وأشرف على تنفيذها بسهر الأُمّ على أبنائها. كما أنّه يطيبُ لي أن أُنَوِّه بإسهام المهندسة السيدة مهى مطر- البستاني، التي صمَّمَت رسوم الزجاجيّات التي تعلو جدران هذه الكنيسة والفسيفساء الرائعة للسيدة العذراء والمسيح الضابط الكل في الحنيّتين على جدار المذبح، كل ذلك بذوق رفيع وحسّ كنسي لافت.
9. وإذا شاءَت العناية الإلهيّة أن يكون المرحوم ريمون الواسطة الأساسية التي من خلالها تمّ بناء هذا المجمّع الراعوي وهذه الكنيسة المباركة، فإنّي أخالُه يُردِّد مع بولس الرسول، هو ومن عاونه من الخيّرين في إنجاز هذا العمل الكنسي: “ما الغارسُ بشيء، ولا الساقي، بل الله الذي يُنمي” (1كو 3/7).
10. وفي الختام، ما عساي أُضيف سوى أنّكم أردتُم ألاّ تكونَ رتبةُ تكريس كنيستكم الجديدة مجالاً للإفتخار بالكنيسة – الحجر، بل أردتموها مناسبةً روحيّة لتكريس الكنيسة – البشر، فالتقيتُم هنا في ثلاثيّة صوم وصلاة دعا إليها كاهن الرعية الفاضل حضرة الخوري ميشال جبور، إيمانًا منه ومنكم بأنّكم مدعوُّون قبل كلّ شيء، كما يقول بطرس الرسول، لتكونوا “مبنيّين، كحجارةٍ حيّة، بيتًا روحيًّا، لتصيروا جماعة كهنوتيّة مقدّسة، فتقرّبوا ذبائحَ روحيّة مرضيّة لله بيسوع المسيح” (1بطرس 2/5).
11. هذه هي صلاتي، أضمُّها إلى صلاة صاحب الغبطة والنيافة وإخوتي الآباء الأساقفة، والكهنة والشمامسة، وهذا الجمع الحاضر. بارك الله جهودَكم وتضحياتكم وجعلكم عائلةً له مُتَحابَّة في سبيل إعلان ملكوته. رَحِمَ الله أمواتكم وأعطانا جميعًا أن نُحصى في عداد “المدعوِّين إلى وليمة عرس الحمل” (رؤيا 19/9)، حين “سيمسحُ الله كلّ دمعة من عيونهم والموتُ لن يكون من بعد” (رؤيا 21/4). آمين.
عظة المطران بولس روحانا
النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونيّة
في قدّاس تكريس كنيسة سيدة الخلاص، عين الريحانه
الأحد 10 آذار 2013
– صاحب السيادة المطران رولان أبو جوده الجزيل الاحترام،
– حضرة كاهن الرعية الخوري ميشال جبور المحترم،
– أصحاب المعالي والسعادة،
– حضرة رؤساء البلديات والمخاتير،
– حضرة ممثلي القيادات السياسيّة والحزبيّة،
– حضرة الكهنة والشمامسة الأفاضل،
– حضرة الرهبان والراهبات،
– أيّها الإخوة والأخوات بالربّ،
“هوذا اليوم الذي صَنَعَهُ الربّ، تعالوا نُسرُّ نفرح فيه” (مزمور 117/24)
1. نلتقي اليوم في أحد المخلّع من زمن الصوم المبارك وأبناءُ وبناتُ رعيّة سيّدة الخلاص في بلدة عين الريحانه ملتئمون قلبًا واحدًا مع كاهن رعيّتهم حول أسقفهم ومجلسه الكهنوتي للإحتفال برتبة تكريس كنيستهم الجديدة على اسم سيّدة الخلاص.
2. منذ حوالي الشهرين، وأنتم تعملون كخليّة نحل لا تهدأُ لإنهاءِ الأشغال المُتبقِّيَة، استعدادًا لاستِقبال صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى. وكان من المُقَرَّر أن يُكرِّسَ بذاته الكنيسةَ الجديدة في التاسع من شهر آذار الحالي، أي البارحة، في ختام زيارة راعوية كان ينوي القيام بها لبعض قرى وبلدات قطاع الوسط في الأبرشية البطريركية، نيابة صربا، التي لي شرفُ خدمتها منذ أن اختارني سينودس الأساقفة، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة، في حزيران الفائت، خلفًا لصاحب السيادة المطران جي – بولس نجيم الجزيل الإحترام، والمُتَغَيِّب عنّا بسبب وعكة صحيّة طارئة، والذي يعودُ له الفضل الكبير في الوصول بنا جميعًا في رعيّة سيدة الخلاص، عين الريحانه إلى “هذا اليوم الذي صنعه الربّ” والذي “نُسَرُّ ونفرح فيه” (مزمور 117/24).
3. إلا أنّ سَفَرَ غبطته المُفاجئ إلى روما للمشاركة في انتخاب خلفٍ لقداسة البابا المستقيل مار بنديكتوس السادس عشر، رجل “الشركة والشهادة”، حالَ، كما تعلمون، دون قيام غبطته بهذه الرتبة المباركة. ولمّا لم يشأ أن ننتظر عودته للقيام بذلك، إفساحًا منه بالمجال للإفادة الراعوية من الكنيسة الجديدة في أحد الشعانين وأسبوع الآلام وعيد القيامة، شرّفني فكلّفني بأن أتولّى باسمه رتبة التكريس هذه، بمعاونة صاحب السيادة الجزيل الإحترام وإخوتي الكهنة والشمامسة الأفاضل. وقد طلب منّي أن أنقل إليكم بركتَه الأبوية راجيًا أن نُصَلّي معًا على نيّة الكنيسة الكاثوليكية كي يُلهم الله بفعل روحه القدوس مجمع الكرادلة لاختيار راعٍ جديد لها يُواصِلُ بأمانة الخدمة البطرسيّة “بالشركة والشهادة” في زمن الكرازة الجديدة لأزمنةٍ وتحدّياتٍ جديدة.
4. من حقّ أبناءِ وبنات رعيّة سيّدة الخلاص في عين الريحانه أن يُردِّدوا مع صاحب المزامير في يوم تكريس كنيستهم الجديدة: “هوذا اليوم الذي صَنَعَهُ الرب، تعالوا نُسَرُّ ونفرحُ فيه” (مزمور 117/24). في هذا اليوم، تتهلَّل كنيسة سيّدة الخلاص القديمة، الكنيسة الأُمّ في جدرانها الهرمة والمتصدّعة، وهي تنظرُ بفرحٍ وحبورٍ إلى ابنتها الجديدة المُتألِّقة في هندستها الحديثة وزجاجيّاتها وفسيفسائها. وقد أبَت إلاّ أن تُقيم بجوار الكنيسة الأمّ، دلالةً على وحدة الرسالة المسيحية وتواصلها عبر السنين. وتتجلّى هذه الوحدة إعلانًا لكلمة الله وتوزيعًا لها طعامًا للمؤمنين، وشركةً في جرن العماد حيث نولد من جديد من الماء والروح لنصير أهلاً بالمائدة الإفخارستيّة، التي تُدخلنا بشركة مزدوجة مع المسيح ومع الأقربين والبعيدين.
5. ففي حنايا الكنيسة الجديدة التي تَحتَضِنُنا سوف تتردّد، كما كان الحال في الكنيسة القديمة، كلماتُ مريم أُمّ يسوع، وهي تدعو المؤمنين كما دَعَت الخَدَم في عرس قانا: “مهما يَقُل لكم (يسوع) فافعلوه” (يوحنا 2/5). ففي كل كنيسة “مريميّة” الروحانية دعوةٌ صريحة لاتّباع يسوع المعلّم، والشافي، والغافر، والمعلَّق على الصليب بفعل انتفاضته على الشرّ، والظافر على الموت بالقيامة، والحاضر في كنيسته بفعل روحه القدوس، إلى يوم مجيئه في نهية الزمن “حين يُسلِّمُ المسيحُ المُلْكَ إلى الله الآب” (1قورنتس 15/24). تلك هي عناصر ما يُسمّى بتدبير الله الخلاصيّ بيسوع المسيح. فإذا دخلنا في روحانيّة هذا التدبير، نقوى برفقة مريم أمّ المؤمنين وشفيعتهم، أن نكون جماعةَ “شركة وشهادة” لخدمة المحبّة، في الأرض المشرقيّة التي كشف لنا الله فيها بيسوع المسيح أنّه محبّة. علّنا نكون اليوم، كما في كلّ يوم، شهودًا لتلك المحبة التي لا تعرف حدودًا، مُردِّدين مع صاحب المزامير: “اليومَ إذا سمعتم صوته، فلا تُقسّوا قلوبَكم” (مزمور 95/7-8 أ).
6. وبالعودة إلى كنيسة سيدة الخلاص الجديدة، يمكن القول بأنّ مشروع بنائها تولّد في حنايا الكنيسة القديمة، أو الكنيسة الأُمّ، في اليوم الذي جثا أمام صورة السيّدة شابُّ يافعٌ في الثانية والعشرين من عمره، وكان ذلك سنة ألف وتسعماية وخمس وخمسين. جثا هذا الشاب مُصَلِّيًا وقطع وعدًا في حضرة سيّدة الخلاص بأنه سيبني لها كنيسةً جديدةً أكثر اتّساعًا إذا نجح في أعماله في بلاد التوغو الإفريقية. عَنيتُ به المرحوم ريمون منصور البستاني، رجلَ الأعمال المقتدر وأوَّل رئيس للبلدية في عين الريحانه، وقد رقد بالربّ في التاسع من شهر نيسان من العام الفائت، ونحن على موعد لإقامة الذكرى السنوية الأولى لرقاده في يوم أحد الجديد، الواقع في 7 نيسان المقبل، في هذه الكنيسة المباركة.
7. لم يفارقه هذا الوعد الذي نما في قلبه كما الجنين في حشا أمه حتى أنجز القسم الأكبر من بناء الكنيسة بسخاءٍ كبير في السنوات الأخيرة من حياته، وقد أكمله نجله المهندس فانسان، رئيس البلدية، مع الخيّرين من أبناءِ الرعيّة. رحمات الله على السيد ريمون، والبركاتُ كلُّ البركات من علُ على الذين ساهموا في بناء المجمّع الراعوي والكنيسة الجديدة في حلّتها البهيّة والتي تحتضننا اليوم تحت راية العذراء، سيدة الخلاص.
8. لا يسعني بالمناسبة إلاّ أن أشكر باسمكم جميعًا لجنةَ البناء على عملها الدؤوب في ظروف إقتصاديّة صعبة. واسمحوا لي أن أخصّ بالشكر والتقدير المهندس جورج الياس البستاني، إبن هذه البلدة، وإبن شقيق المرحوم ريمون، الذي تطوّع لوضع تصاميم المجمّع الراعوي والكنيسة وأشرف على تنفيذها بسهر الأُمّ على أبنائها. كما أنّه يطيبُ لي أن أُنَوِّه بإسهام المهندسة السيدة مهى مطر- البستاني، التي صمَّمَت رسوم الزجاجيّات التي تعلو جدران هذه الكنيسة والفسيفساء الرائعة للسيدة العذراء والمسيح الضابط الكل في الحنيّتين على جدار المذبح، كل ذلك بذوق رفيع وحسّ كنسي لافت.
9. وإذا شاءَت العناية الإلهيّة أن يكون المرحوم ريمون الواسطة الأساسية التي من خلالها تمّ بناء هذا المجمّع الراعوي وهذه الكنيسة المباركة، فإنّي أخالُه يُردِّد مع بولس الرسول، هو ومن عاونه من الخيّرين في إنجاز هذا العمل الكنسي: “ما الغارسُ بشيء، ولا الساقي، بل الله الذي يُنمي” (1كو 3/7).
10. وفي الختام، ما عساي أُضيف سوى أنّكم أردتُم ألاّ تكونَ رتبةُ تكريس كنيستكم الجديدة مجالاً للإفتخار بالكنيسة – الحجر، بل أردتموها مناسبةً روحيّة لتكريس الكنيسة – البشر، فالتقيتُم هنا في ثلاثيّة صوم وصلاة دعا إليها كاهن الرعية الفاضل حضرة الخوري ميشال جبور، إيمانًا منه ومنكم بأنّكم مدعوُّون قبل كلّ شيء، كما يقول بطرس الرسول، لتكونوا “مبنيّين، كحجارةٍ حيّة، بيتًا روحيًّا، لتصيروا جماعة كهنوتيّة مقدّسة، فتقرّبوا ذبائحَ روحيّة مرضيّة لله بيسوع المسيح” (1بطرس 2/5).
11. هذه هي صلاتي، أضمُّها إلى صلاة صاحب الغبطة والنيافة وإخوتي الآباء الأساقفة، والكهنة والشمامسة، وهذا الجمع الحاضر. بارك الله جهودَكم وتضحياتكم وجعلكم عائلةً له مُتَحابَّة في سبيل إعلان ملكوته. رَحِمَ الله أمواتكم وأعطانا جميعًا أن نُحصى في عداد “المدعوِّين إلى وليمة عرس الحمل” (رؤيا 19/9)، حين “سيمسحُ الله كلّ دمعة من عيونهم والموتُ لن يكون من بعد” (رؤيا 21/4). آمين.