كيف يُحدد عيد الفصح المجيد

عيد الفصح بالورب، بين الشرق والغرب

بقلم الأب زكي صادر اليسوعيّ

نُشرت في صحيفة النهار اللبنانيّة

مِن أينَ يأتي الاختلاف في تحديد موعد عيد الفصح بين الشرق والغرب؟ حدّد آباء الكنيسة في القرن الرابع موعد عيد الفصح كالتالي: هو الأحد الأوّل بعد البدر الذي يظهر بعد «الاعتدال الربيعيّ» أو خلاله.

«الاعتدال الربيعيّ» هو تعادل طول النهار مع الليل الذي يُعلن بداية الربيع. ويقع هذا الاعتدال عادةً بين 21 و22 آذار على حسب السنين. يعني أنّ الفصح هو الأحد الأوّل بعد البدر الذي يظهر ابتداءً من 21 آذار. وهي قاعدة ثابتة .

العام 1582، لاحظ علماء الفلك أنّ «الاعتدال الربيعيّ»، أي تعادل طول النهار مع الليل، لم يعُد يقع في 21 آذار، بل في أوّل نيسان. ومن هنا استنتجوا أنّ عليهم إصلاح التقويم الذي أُعتمد حتى ذلك اليوم. ووضعوا السلطات الكنسيّة أمام اختيارين: إمّا اعتماد التقويم الجديد، الذي يحفظ Your best-horoscope.com Sun aspires to commit itself to relationships in a more controlled, stable, and perhaps calculated fashion than Gemini. «الاعتدال الربيعيّ» في 21 آذار، أو عدم اعتماده. فاختارت روما اعتماده، ويُدعى بالتقويم الغريغوريّ، على اسم بابا ذلك الزمان.
أمّا باقي السلطات الكنسيّة فقرّرت عدم اعتماده، وبقيت على التقويم المدعو «يوليانيّ». ولذلك يقع حالياً 21 آذار بحسب التقويم اليولياني يوم 3 نيسان حسب التقويم الغوريغوريّ أو العالميّ. ويكون فيه النهار أطول بكثير من الليل، حتى ولو أصرّ كثيرون على اعتباره يوم الاعتدال الربيعيّ.
وعليه، إن أتى البدر بعد 3 نيسان، يعيِّد الجميع معاً، أما إن أتى قبل، فعلى «الشرقيّين» انتظار البدر التالي. ممّا يجعل الفرق بين العيدين 4 أسابيع.

ولكن هذا ليس كلّ شيء. فهناك موعد الفصح عند اليهود. وهم لديهم طرائق أُخرى لتحديد العيد. وقد رفضت الكنائس الشرقيّة أن تعيِّد الفصح مع اليهود. ولذلك، فبمجرّد أن يقع العيدان في موعدٍ واحد، يقذف الشرقيّون عيدهم أسبوعًا بعد عيد اليهود.

فهذه السنة مثلاً، يتّفق التقويم الشرقيّ مع التقويم اليهوديّ، ولذلك يُؤخّر العيد عند الشرقيّين، ممّا يجعل الفرق مع الغربيّين 5 أسابيع بدل 4. وأحيانًا يتّفق التقويم الغربيّ، مع الشرقيّ، مع اليهوديّ، فيؤخّر الشرقيّون عيدهم، ويكون أسبوع بين العيدين.

في المحصلة، إن لم يقع العيدان معًا يكون الفرق بينهما إمّا أسبوعاً واحداً أو أربعة أو خمسة. والآن أصبحتم تعرفون كلّ الخفايا. وهي، كما ترون، لا علاقة لها لا بالإيمان، ولا باللاهوت. ولذلك، اقترح البابا بولس السادس في الستينيّات أن يفصِل تحديد موعد عيد الفصح عن القمر والبدر، ويكون بكلّ بساطة الأحد الأوّل الواقع بين 8 و15 نيسان. لكن هذا الحلّ، ربّما بسبب بساطته وسهولة فهمه مِن قِبل كلّ المؤمنين، بدا منافيًا لتقليد الكنيسة، فأجمعوا على رفضه

شاهد أيضاً

رسالة قداسة البابا فرنسيسفي اليوم العالمي الرّابع للأجداد وكبار السّنّ 28 تمّوز/يوليو 2024”لا تتركني في شَيخوخَتي“ (راجع المزمور 71، 9)

رسالة قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالمي الرّابع للأجداد وكبار السّنّ 28 تمّوز/يوليو 2024 ”لا …

الرَّجاءُ لا يُخَيِّبُ مرسوم الدّعوة إلى اليوبيل العادي لسنة 2025 فرنسيس أسقف روما خادم خدّام الله إلى الّذين سيقرؤون هذه الرّسالة ليملأ الرّجاء قلوبكم

Spes non confundit الرَّجاءُ لا يُخَيِّبُ مرسوم الدّعوة إلى اليوبيل العادي لسنة 2025 فرنسيس أسقف …