الاثنين 30 – 9 – 2013
الاثنين من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب
رؤيا القدّيس يوحنّا .17-9:7
يا إِخوَتِي، رَأَيْتُ فَإِذَا جَمْعٌ غَفِير، مَا كَانَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحْصِيَهُ، مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ وقَبِيلَةٍ وشَعْبٍ وَلِسَان، واقِفُونَ أَمامَ ٱلعَرْشِ وأَمَامَ ٱلـحَمَل، مُوَشَّحُونَ بِٱلـحُلَلِ ٱلبَيْضاء، وَبِأَيْدِيهم سَعَفُ ٱلنَّخْل،
وهُمْ يَهْتِفُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قائِلِين: «أَلـخَلاصُ لإِلـهِنَا ٱلـجَـالِسِ عَلَى ٱلعَرْشِ وَلِلْحَمَل!».
وكانَ جَمِيعُ ٱلـمَلائِكَةِ واقِفِينَ حَوْلَ ٱلعَرْشِ وٱلشُّيُوخِ وٱلأَحْياءِ ٱلأَرْبَعَة، فَسَقَطُوا عَلى وُجُوهِهِمْ أَمَام ٱلعَرْشِ وَسَجَدُوا للهِ
قَائِلِين: «آمِين! أَلبَرَكَةُ وٱلـمَجْدُ وٱلـحِكْمَةُ وٱلشُّكْرُ وٱلكَرامَةُ وٱلقُوَّةُ وٱلقُدْرَةُ لإِلـهِنا إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين».
فأَجابَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلشُّيوخِ وقَالَ لي: «هـؤُلاءِ ٱلـمُوَشَّحُونَ بِٱلـحُلَلِ ٱلبَيْضاء، مَنْ هُمْ؟ ومِنْ أَيْنَ أَتَوا؟».
فقُلْتُ لَهُ: «سَيِّدي، أَنْتَ تَعْلَم!». فَقَالَ لي: «هـؤُلاءِ هُمُ ٱلآتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلشَّدِيد، وقَدْ غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وبَيَّضُوها بِدَمِ ٱلـحَمَل!
لِذـلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ ٱلله، يَعْبُدُونَهُ في هَيْكَلِهِ نَهَارًا ولَيْلاً، وٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلعَرْشِ سَيُظَلِّلُهُمْ بِخَيْمَتِهِ،
فلا يَجُوعُونَ بَعْدُ، ولا يَعْطَشُونَ بَعْدُ، ولا تَلْفَحُهُمُ ٱلشَّمْسُ ولا شَيْءٌ مِنَ ٱلـحَرّ،
لأَنَّ ٱلـحَمَلَ ٱلَّذي في وَسَطِ ٱلعَرْشِ سَيَرْعَاهُم، ويُورِدُهُمْ إِلى يَنَابِيعِ مِيَاهِ ٱلْحَيَاة، وسَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم».
إنجيل القدّيس متّى .44-32:24
قالَ الربُّ يَسوع: «مِنَ التِّينَةِ تَعلَّمُوا المَثَل: فَحِين تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وتَنبُتُ أَوْرَاقُهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيفَ قَرِيْب.
هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُم هذَا كُلَّهُ، فَٱعْلَمُوا أَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ قَرِيب، عَلى الأَبْوَاب.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَزُولَ هذَا الجِيلُ حَتَّى يَحْدُثَ هذَا كُلُّهُ.
أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول.
أَمَّا ذلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ.
وكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان:
فَكَمَا كَانَ النَّاس، في الأَيَّامِ الَّتي سَبَقَتِ الطُّوفَان، يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، يَتَزَوَّجُونَ ويُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة،
ومَا عَلِمُوا بِشَيءٍ حَتَّى جَاءَ الطُّوفَان، وجَرَفَهُم أَجْمَعِين، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان.
حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ في الحَقل؛ يُؤْخَذُ الوَاحِدُ ويُتْرَكُ الآخَر.
وٱمْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلى الرَّحَى؛ تُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وتُتْرَكُ الأُخْرَى.
إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ في أَيِّ يَوْمٍ يَجِيءُ رَبُّكُم.
وٱعْلَمُوا هذَا: لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب.
لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا.