الخميس 18 – 9 – 2014
اليوم الرابع بعد عيد الصليب
رسالة القدّيس بطرس الثانية .18-10:3
أَمَّا يَومُ الرَّبِّ فيَأْتِي كاللِّصّ، وفِيهِ السَّمَاوَاتُ تَزُولُ بِدَوِيٍّ قَاصِف، وعَنَاصِرُ الكَوْنِ تَحْتَرِقُ وتَنْحَلّ، والأَرْضُ ومَصْنُوعَاتُهَا تَحْتَرِق.
فإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الأَشْيَاءُ جَمِيعُهَا ستَنْحَلُّ هكَذَا، فَأَيُّ سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ إِذًا، وأَيُّ تَقْوَى يَجِبُ عَلَيْكُم أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا!
إِنَّكُم تَنْتَظِرُونَ وتَسْتَعْجِلُونَ مَجِيءَ يَومِ الله، الَّذي فِيهِ ستَلْتَهِبُ السَّمَاوَاتُ وتَنْحَلّ، وتَحْتَرِقُ العَنَاصِرُ وتَذُوب.
ولكِنَّنَا نَنْتَظِرُ، وَفْقَ وَعْدِهِ، سَمَاوَاتٍ جَدِيدَة، وأَرْضًا جَدِيدَةً يَسْكُنُ البِرُّ فيهَا.
لِذلِك، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أُبْذُلُوا جَهْدَكُم، وأَنْتُم تَنْتَظِرُونَ تِلْكَ الأُمُور، في أَنْ تَكُونُوا عِنْدَ اللهِ في سَلامٍ بِلا وصْمَةٍ ولا عَيْب.
وٱحْسَبُوا طُولَ أَنَاةِ رَبِّنَا خَلاصًا، كمَا كَتَبَ إِلَيْكُم أَيْضًا أَخُونَا الحَبيبُ بُولُس، بِحَسَبِ الحِكْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لَهُ،
كمَا هِيَ الحَالُ في جَمِيعِ الرَّسائِل، الَّتي يتَكَلَّمُ فيهَا عَنْ تِلْكَ الأُمُور. وفِيهَا أُمُورٌ يَصْعُبُ فَهْمُهَا، ويُحَرِّفُهَا الجُهَّالُ وضُعَفَاءُ النُّفُوس، كَمَا يُحَرِّفُونَ الكُتُبَ البَاقِيَةَ لِهَلاكِهِم.
أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وقَدْ صِرْتُم عَارِفِينَ بِذلِكَ، فتَنَبَّهُوا لِئَلاَّ تَنْجَرُّوا بِضَلالِ الفَاسِقِين، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُم.
وٱنْمُوا في نِعْمَةِ ومَعْرِفَةِ رَبِّنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المَسِيح، لَهُ المَجْدُ الآنَ وإِلى يَوْمِ الأَبَد. آمين.
إنجيل القدّيس مرقس .38-31:8
وبَدَأَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ التَّلامِيذَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، ويَرْذُلَهُ الشُّيُوخُ والأَحْبَارُ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم.
وكانَ يَقُولُ هذَا الكلامَ عَلانِيَة. فأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ.
فأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ، وٱلتَفَتَ إِلى تلامِيذِهِ، وٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ وقَالَ لَهُ: «إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!».
ثُمَّ دعَا الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها.
فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟
ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين».