الجمعة 10 – 10 – 2014
يوم الجمعة من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب
رؤيا القدّيس يوحنّا .18-15.12-11.7-6.4-2b.1:13
يا إِخوَتِي، رأَيتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ البَحْر، لَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ وسَبْعَةُ رُؤُوس، وَعَلى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَان، وعَلَى رُؤُوسِهِ أَسْمَاءُ تَجْدِيف.
وٱلوَحْشُ ٱلَّذي رَأَيتُه كَانَ أَشْبَهَ بِٱلنَّمِر، وَقَوَائِمُهُ مِثْلُ قَوَائِمِ الدُّبّ، وفَمُهُ مِثْلُ فَمِ ٱلأَسَد، وأَعْطَاهُ ٱلتِّنيِّنُ قُوَّتَهُ وعَرْشَهُ وسُلْطانًا عَظِيمًا.
وَرَأَيتُ أَحَدَ رُؤُوسِهِ كأَنَّهُ مَذْبُوحٌ ذَبْحًا مُمِيتًا، وقَدْ شُفِيَتْ ضَرْبَتُهُ ٱلْمُمِيتَة. فتَعَّجَبَتِ ٱلأَرْضُ بِأَسْرِها وسَارَتْ وَرَاءَ ٱلوَحْش.
وسَجَدُوا لِلتِّنيِّنِ لأَنَّهُ أَعْطَى ٱلوَحْشَ سُلطَانَةُ، وسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قائِلين: «مَنْ مِثْلُ ٱلوَحْش؟ ومَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحارِبَهُ؟».
فَفَتَحَ فَمَهُ بِتَجَادِيفَ عَلى ٱلله، فَجَدَّفَ عَلى ٱسْمِهِ ومَسْكِنِهِ، وعَلى ٱلمُقِيمِينَ في ٱلسَّمَاء.
وأُعْطِيَ أَن يَشُنَّ حَربًا عَلى ٱلقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُم، وأُعْطِيَ سُلطَانًا عَلى كُلِّ قَبيلةٍ وشَعْبٍ وَلِسَانٍ وأُمَّة.
ورَأَيتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ ٱلأَرْض، وكَانَ لَهُ قَرْنَانِ كَٱلحَمَل، ولكِنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ مِثْلَ ٱلتَّنيِّن.
وهُوَ يَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ ٱلوَحْشِ ٱلأَوَّلِ وأَمَامَهُ، فَيَجْعَلُ ٱلأَرْضَ وسُكَّانَها يَسْجُدُونَ لِلوَحْشِ ٱلأَوَّل، ٱلَّذي شُفِيَتْ ضَرْبَتُهُ ٱلمُمِيتَة.
وأُعْطِيَ لَهُ أَن يُعْطِيَ لصُورَةِ ٱلوَحْشِ رُوحًا، حتَّى إِنَّ صُورَةَ ٱلوَحْشِ تَكَلَّمَتْ، وجَعَلَتْ جَميعَ ٱلَّذِينَ لا يَسْجدُوُنَ لِصُورةِ ٱلوَحْشِ يُقْتَلُون.
وَهْوَ يَجْعَلُ ٱلجَمِيع، ٱلصِّغَارَ وٱلكِبَار، وٱلأَغْنِياءَ وٱلفُقَرَاء، وٱلأَحْرَارَ وٱلعَبِيد، يَضَعُونَ سِمَةً عَلَى يَدِهِمِ ٱليُمْنَى أَو عَلى جَبْهَتِهِم،
بِحَيْثُ لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَريَ أَو يَبِيعَ إلاَّ مَنْ كَانَتْ عَلَيهِ ٱلسِّمَة، أَي ٱسْمُ ٱلوَحْشِ أَو عَدَدُ ٱسْمِهِ.
هُنَا ٱلحِكْمَة: مَنْ لَهُ ٱلفَهْمُ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ ٱلوَحْش، فَإِنَّه عَدَدُ إِنْسَان، وعَدَدُهُ سِتُّ مِئَةٍ وسِتَّةٌ وسِتُّون.
إنجيل القدّيس يوحنّا .23-17:5
قالَ الربُّ يَسوع: «أَبِي مَا يَزَالُ يَعْمَلُ وأَنَا أَيْضًا أَعْمَل».
لِذلِكَ ٱزْدَادَ طَلَبُ اليَهُودِ لِقَتْلِهِ، لأَنَّهُ مَا كَانَ يَنْقُضُ السَّبْتَ فَحَسْب، بَلْ كَانَ أَيْضًا يَدْعُو اللهَ أَبَاهُ مُسَاوِيًا نَفْسَهُ بِٱلله.
وكَانَ يَسُوعُ يُجِيبُهُم ويَقُول: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم، لا يَقْدِرُ الٱبْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلاَّ مَا يَرَى الآبَ يَعْمَلُهُ. فَمَا يَعْمَلُهُ الآبُ يَعْمَلُهُ الٱبْنُ أَيْضًا مِثْلَهُ.
فَٱلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ، ويُريهِ كُلَّ مَا يَعْمَل، وسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ لِتَتَعَجَّبُوا.
فَكَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ المَوتَى ويُحْيِيهِم، كَذلِكَ الٱبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاء.
فَٱلآبُ لا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ أَعْطَى الٱبْنَ أَنْ يَدِينَ الجَمِيع،
لِيُكَرِّمَ الجَمِيعُ الٱبْنَ كَمَا يُكَرِّمُونَ الآب. مَنْ لا يُكَرِّمُ الٱبْنَ لا يُكَرِّمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.