عظة المطران بولس روحانا
النائب البطريركي العام على منطقة صربا
التي ألقاها أثناء القدّاس الإحتفاليّ بمناسبة عيد مار مارون
كاتدرائيّة العائلة المقدّسة، الكويت
الجمعة 6 شباط 2015، الساعة 7،30 مساءً.
باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.
– سعادة السفير البابوي لدى الكويت، المطران بيتر رايتش السامي الاحترام،
– سيادة النائب الرسولي على شمال شبه الجزيرة العربيّة، المطران كاميلّو بلّين السامي الاحترام،
– سيادة ميتروبوليت بغداد والكويت وتوابعهما للروم الأورثوذكس الإنطاكيّين، المطران غطّاس هزيم السامي الاحترام،
– حضرة النائب البطريركي للروم الملكيّين الكاثوليك في الكويت، الأرشمندريت بطرس غريب المحترم،
– حضرة راعي الكنيسة الانجيليّة الوطنيّة في الكويت، القسّ عمّانوئيل غريب المحترم،
– سعادة سفير لبنان في الكويت، الدكتور خضر حِلوي المحترم،
– حضرة رئيس لجنة دار الفتوى في الجمهوريّة اللبنانيّة لدى الكويت، الحاج حسن وفيق حوحو المحترم،
– حضرة خادم الرعيّة المارونيّة في الكويت، الخوري ريمون عيد المحترم، مع مجلس الرعيّة المارونيّة في هذه المدينة برئاسة المهندس الأستاذ جوزف إسطفان المحترم،
– وفد الرابطة المارونيّة والمؤسّسة المارونيّة للانتشار في لبنان ووفد محطّة نور سات الكرام،
– أيّها الإخوة والأخوات بالربّ،
1. بِدعوةٍ محبّة من الخوري العزيز ريمون عيد ومجلس الرعيّة المارونيّة في الكويت تلتقي الرعيّة المارونيّة والجالية المارونيّة في الكويت عائلةً واحدةً في كاتدرائيّة العائلة المقدّسة الكاثوليكيّة لِتُحيِيَ كما في السنوات الماضية ذكرى الناسكُ مارون القورُشيّ، المتوفّي حوالي عام 410 مسيحيّة، وقورُش هي في شمال شرق سوريا بالقرب من حلب.
2. القدّيس مارون هو شفيع الدير الذي بُنِيَ على إسمه، أي دير مار مارون بالقرب من مدينة آفاميا بين حمص وحما بُعَيدَ سنة 451. ويُعتَبَر هذا الدير مهدَ الكنيسة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة التي ستنشأُ من صفوفه وحوله كنيسةً بطريركيّةً لها خصوصيّتها ضمن الكرسي الإنطاكي، الذي يضُمُّ بالاضافة إلى الموارنة إخوتَنا الروم الأرثوذكس والروم الملكيّين الكاثوليك والسريان الأورثوذكس والسريان الكاثوليك. معاً نسعى أن نكون على تنوّعنا متجذّرين في الجذعِ الإنطاكي الرسولي الواحِد، كما الأغصان في الكرمة الحقيقيّة، يسوع المسيح، لنُؤتِيَ ثَمراً وثَمراً وفيراً، تحتَ نظرِ الربّ الواحِد وبقوّة نعمته، وخدمةً للانسان، أيّ إنسانٍ، في المجتمعات العربيّة حيثما دُعينا أن نكون.
3. يُسعِدُني ويُشرّفني أن أحتفِلَ معكم هذه السنة بِعيد القدّيس مارون، بِصفتي نائباً بطريركيّاً عاماً على نيابة صربا المارونيّة. وفي هذه المناسبة الروحيّة العالية لا يَسعُني إلاّ أن أنقُلَ باسم صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، رئيس كنيستنا المارونيّة، وباسم الرعيّة المارونيّة والجالية اللبنانيّة في الكويت وباسم هذا الجمع الحاضر، أطيبَ التحيّة وأخلصَها لِسُموّ أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصُباح، وسموّ وليّ العهد الشيخ نوّاف الأحمد الجابر الصُباح، وسموّ رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحَمَد الصُباح، فيما دولة الكويت، أميراً وحكومةً وشعباً هُم على عتَبةِ الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر فبراير (شباط) الجاري، أعاده الله على الجميع أيّام بركةٍ وحُرّيةٍ وسلامٍ وعدلٍ وازدهارٍ وتقدّم.
4. ويُشاطِرُني أبناءُ وبناتُ بلدي القول بأنّ لبنان، دولةً وشعباً، كما أفرادُ الجالية اللبنانيّة في هذا البلد، يشعرون بأنّ دولة الكويت تاريخاً وحاضِراً هي راسِخةٌ في وجدانهم اللبناني العميق لما قدّمتهُ وما تزال منذ عقود طويلة من دعمٍ سياسيٍّ واقتصادي لشعبنا الذي عانى الأمرَّين من “حروب الآخرين على أرضه”، وإن ارتضينا أن نكون الأدوات لها في بعض الأحيان، تحقيقاً لمآرب خاصّة، فصحَّ في دولة الكويت القولُ الشعبي المُتداوَل: “الصديق عند الضيق”. وإنّي إذ أفاخِرُ بالعلاقات المتبادلة الطيّبة بين الشعبَين الكويتي واللبناني، أرجو أن يَعُمَّ السلام العادل في أوطاننا العربيّة على أساس العقلانيّة والوَسَطيّة واحترام الإختلاف والتعدّديّة تحت سقف دولة القانون التي تحتضِنُ الجميع.
5. وبالعودةِ إلى القدّيس مارون الذي نجتمع حول ذكراه اليوم، فما عساهُ يقولُ لنا في مسيرة حجّنا المتعثّرة صوب الحياة الأبديّة أو الملكوت السماوي، هدفنا الأخير، فيما قلوبنا وضمائرنا ضعيفةٌ هشّةٌ وحائرة تتقاذفُها الأفكارُ المتضاربة، فَصَحَّ فينا قولُ بولسَ الرسول: “إنّي لا أفهمُ ما أعمَلُهُ لأنّ ما أريدهُ لا أفعَلُهُ وما أكرَهُهُ إيّاهُ أفعَل، والخيرُ الذي أُريدُهُ لا أفعلُهُ والشرُّ الذي لا أُريدُهُ إيّاهُ أفعَل” (روم 7/15. 19). وقبلَ أن نُسلِّطَ الضوءَ، كما نَفعَلُ عادةً، على الأبعادِ الوطنيّة أو السياسيّة لعيدِ شفيعِ الموارنة في لبنان، ناسين أو مُتَناسين صاحب العيد، ما عسى يقولُ لنا اليوم الناسِك مارون وهو قدّيس للكنيسة الجامعةِ شرقاً وغرباً، وإن اتَّخَذَهُ الموارنةُ شفيعاً خاصاً بهم؟
6. على الموارِنة خاصّةً والمسيحيّينَ عامّةً أن يُدرِكوا أنّ البُعدَ الوطني لعيد مار مارون لا يُؤتي ثمارَه الروحيّة المرجوّة ما لم يَفقَهوا أوّلاً وآخِراً معنى الزُهدِ والنُسكِ أساساً صلباً لبناء الأوطانِ على قِيَمِ النزاهة والتجرّد والعدالة واحترام الآخر وصيانةِ الخيرِ العام والانتفاضَةِ لِنُصرَةِ كرامةِ الشخص البشريّ في كلّ مرّةٍ تُمتَهَن. بالزُهدِ والنُسكِ يُدرِكون بأنّ القداسة، وهي دعوةٌ لكلّ المسيحيّين، تَجمَعُ وتبني لأنّها تجعل قلوبهم وأذهانَهم مشدودةً إلى الله مَصدَرِها. والذي يكونُ اللهُ مَصدَرَهُ وهدفَهُ وأساسَ حياتِهِ يُصبِحُ أخاً للجميع وشريكاً ونصيراً لهم في أفراحِهِم وأحزانِهِم وتطلّعاتِهم.
7. على هذه الروحانيّة يُبنَى أيّها الأحبّاء طيبُ العيشِ المُشترك بين المؤمنين المواطنين، لا بينَ اللبنانيّين وحسب بل في كلّ المجتمعات التعدّديّة، بحيثُ لا يكونُ العيش المشترك نتيجِةَ حسابات سياسيّة براغماتِيَّة مُتَقَلِّبة أو ظرفيّة بَل نتيجَةَ قناعةٍ روحيّة عميقة مفادُها الإيمانُ بوحدانيّة الله خالق وأب الجميع، أساساً صلبًا لوحدة العائلةِ البشريّة، إخوةً متساوين بالكرامة الانسانيّة. وقَد عبَّر عن ذلِك بطريقةٍ شعريّة رائعة نشيدٌ مارونيٌّ قديم يقول بما معناه “عندما خلَقَ اللهُ آدم جبَلهُ مِن تُرابٍ أخذَهُ من زوايا الأرضِ الأربعة”، وفي هذا دلالةٌ على أنّ كلّ إنسانٍ مخلوقٍ هو شموليٌّ بكيانِهِ، يتَحمَّلُ مسؤوليّةَ كلِّ إنسانٍ حيثُ يكون ويتضامَنُ مع كلّ إنسانٍ أيّاً كان، لأنَّ كلَّ الانسان مُنسَكِبٌ في كلّ إنسان.
8. وبالإضافة إلى هذه الاعتبارات العامة حول أهمّية النسكِ والزُهدِ في بناءِ الإنسانِ والمجتمعات تَكشِفُ لنا سيرَةُ القدّيس مارون كما كتبها اللاهوتي الكبير تيودوريطس، أسقُف مدينة قورُش، في العام 444، وهي فَصلٌ من كتابِهِ الشهير: “تاريخ أصفياء الله” أو “تاريخ مُحبّي الله”، يَعرِضُ فيهِ لِسِيَرِ القدّيسين والنُسّاك في منطقة القورشيّة الخاضعة لولايتِهِ الأسقفيّة المباشرة. تكشِفُ لنا هذه السيرة أموراً كثيرة تستدعي منّا التأمّلَ لأخذِ العِبَر، أكتفي اليومَ بِذِكرِ بَعضٍ منها.
9. نُسكُ مارون، هو الذي اختارَ أن يعيشَ في العراء “تحتَ قُبَّةِ السماء”، مكشوفاً أمام الله والناس، لم يَكُن لتقديسِ ذاتِه وحَسب وكأنّ القداسةَ مسألةٌ فرديّة أنانيّة، بَل كانت أيضاً لِجذبِ الآخرين إلى الله، فكانَ نُسكُهُ رسوليّاً. يقول تيودوريطس: “وكان لا يكتفي بممارسة الأتعاب الشاقّة (أي الأعمال النُسكيّة)، بل كان يَفطِنُ أيضاً لِجذبِ الكثيرين إلى المزيد من أعمالِ الفلسفة”، والفلسفة هنا هي حُبّ الحكمة بِحيثُ أنّ الذي يَعيش بالفضيلة وفقَ إرادة الله، هو إنسانٌ حكيمٌ، فيلسوفٌ، مُحبٌّ للحكمة. وَيَستنِدُ هذا البُعد الرسولي للنُسك المسيحي على نعمة العِماد التي تَجعَلُ منّا تلاميذَ رُسُلاً ليسوع، بالقول والعمَل، بِحيثُ أنّ كلّ من يتبع يسوع يتتلمذ له مُعلِناً للآخرين “فرحَ الإنجيل” أي البشرى السارة، طاعةً للمسيح القائم من الموت وهو يقول لتلاميذه: “إذهبوا إذاً فتلمِذوا كلَّ الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أن يحفَظوا كلَّ ما أوصيتُكُم به. وها أنا معكم كلّ الأيّام إلى نهاية العالم” (متى28/19-20).
10. وَقَد أُعطِيَ لمارون الناسِك أن يكونَ تلميذاً رسولاً ليسوع من خلال موهبة شفاء عاهات الجسد والروح، فكانَ بسيرتِه الحيّة وبفعلِ الصلاة يفتحُ قلوب الكثيرين إلى إرادة الله الجامعة ورحمته الواسِعة كما تجلّت لنا بِيسوع المسيح الذي جاءَ مُرسَلاً من لَدُنِ الله مخلّصاً شعبَهُ من خطاياهُم، وَفقَ ما أعلَنه الملاك ليوسُف البار في الحلم (متى 1/21). وفي السياق عينه قالَ يوحنّا المعمدان حين رأى يسوع مُقبِلاً إليه: “ها هو حملُ الله الذي يرفع خطيئةَ العالم” (يوحنا 1/29). ونَتَبيَّنُ من سيرة الناسِكُ مارون أنّ رسالته مع الناس تندَرِجُ في رسالة يسوع الأساسيّة التي تقوم على تحرير الناس من خطاياهم، فَيَنزِعوا عنهم “الانسان القديم” و”يلبَسوا الإنسان الجديد الذي خُلِقَ على مثال الله”، وفقَ ما جاءَ في كتابات بولس الرسول (أفسس 4/22. 24؛ كولسي 3/9-11). فالنُسكُ الماروني كما النُسكُ المسيحي هو إبحارٌ عكسَ التيّار، قَصدَ الوصول إلى زمن البدايات، كما أرادَها الله لكلّ إنسانٍ مخلوقٍ على صورته ومثالِه (تكوين1/26).
11. ويكشِف لنا تيودوريطس القورشي كيف أنَّ الناسك مارون سعى في عمله الرسولي إلى استعادة زمن البدايات هذه حين يقول: “وكان لا يكتفي بشفاء عاهات الجسد فحسب، بل كان أيضاً يأتي للنفوس بالعلاج المُفيد شافياً هذا من داءِ البُخل وذاك من الغضب، مانِحاً هذا التعليم المؤدّي إلى الحكمة وواضِعاً لذلك الإرشادات إلى الفضيلة، مُرَوِّضاً ميوعةَ هذا ومُنعِشاً ذاكَ من كَسَلِهِ”.
12. أعطِنا يا ربّ في هذا اليوم المبارك بشفاعة الناسك القدّيس مارون أن نعترفَ أوّلاً بأمراضِنا الروحيّة، وربّما تكون كثيرة، فنتحرّر من “داءِ البُخل” مُدرِكينَ البُعد التضامُنيّ والتعاضُدِيّ للخيرات الزمنيّة، فَنَتَحفَّظ كما يقول السيّد يسوع المسيح من كلّ طمعٍ “لأنّه مهما كَثُرَ غنى الإنسان فَحياتُه ليست من مقتنياته” (لوقا 12/15) وعليه بالتالي أن “يَغتَني لله” (لوقا 12/21).
13. أعطنا يا ربّ أن نتحرّر من “داء الغضب”، فَنَتمرّس على الحوار، وهو من علامات احترام الآخر، وعلى المُساءَلة الأخويّة وروح المُصالحة، مُقلِعين عن ثقافة أو شريعة العين بالعَين والسِنّ بالسِنّ (متى 5/38) ومنادين بالمحبّة أعظم الوصايا، محبّة الله ومحبّة القريب التي لا تستثني محبّة الأعداء والصلاة من أجلهم (متى 22/34-40؛ متى5/43-44).
14. أعطِنا يا ربّ بِشفاعة مار مارون أن نُميّز بين التعاليم المتعدّدة التي تشوّش يوماً بعد يوم إيماننا وسلوكنا فنتحرّر من كلّ نزعة إلى التمسّك المرضيّ بأفكارنا وتصوّراتنا بفعلِ الادّعاء والكبرياء ونتدرّب على الحكمة التي توحّد بين العقل والقلب والإيمان والتي تَجِدُ رأسها في مخافَتِك (أمثال 1/7؛ مزمور 111/10).
15. أعطنا يا ربّ بشفاعة مار مارون أن نُداوي “الميوعَةَ” في مواقفنا و”الكسلَ” في عَيش قناعاتنا فيكونَ كلامُنا صريحاً واضِحاً كما يقول الإنجيل: “نعم نعم! ولا لا!” (متى 5/37) دونَ أن ننسى أن نشهَد “للحقيقة بالمحبّة” (أفسس 4/15) مُتذكِّرين قول الرسول بولس: “لو كانت لي النبوءَة، وكنتُ أعلَمُ جميعَ الأسرار والعلم كلّه، ولم يكن فيّ المحبّة، فلستُ بشيء” (1 كور13/2).
16. وفي الختام، لا يسعُني أيّها الأحبّاء إلاّ أن أشكُرَ الرعيّة المارونيّة في الكويت بِشخص راعيها الخوري العزيز ريمون عيد ومجلسِها الكريم على هذه الثلاثيّة المباركة التي أُعطِيَ لي أن أعيشها معكم وقد تعرّفتُ على إيمانِكُم ومحبّتكم وتضامنكم وسخائِكُم وتعلّقكم بوطنِكم لبنان واحترامكم ومحبّتكم لدولة الكويت، البلد المُضيف والشقيق. وَيَطيبُ لي أن أذكُرَ اليوم وأستَمطِرَ الرحمة على روح المرحوم الخوري مارون صعيبي الذي خدم هذه الرعيّة المباركة مدّة ربعِ قرنٍ تقريباً، وقد خَلَفَهُ في الخدمة الخورأسقف يوسف فخري مدّة إحدى عشرة سنة في هذه الرعيّة، وفّقه الله في رسالته الجديدة في بشرّي وأطال عمره.
17. كما أنّي أودّ أن أشكُرَ سيادة السفير البابوي وصاحب السيادة المطران كاميلّلو بلّين على استضافته الرعيّة المارونيّة إلى جانب الرعايا الكاثوليكيّة الأخرى من جنسيّات مختلفة، راجياً أن تكون هذه النيابة الرسوليّة خادمةً للوحدة في التنوّع على صورة أسقف روما رئيسها وراعيها وخادم الشركة بالمحبّة.
18. أتوجّه أخيراً بعاطفة التقدير والاحترام لسفير لبنان في الكويت ومن خلاله إلى كلّ أبناء الجالية اللبنانيّة في هذا البلد المضيف والمضياف. أرجو معكم أن تتعزّز المودّة والتضامن بين أبناء البلد الواحد، متذكّرين أنّ لبنان الذي صَنَعَهُ اللبنانيّون بالدموع، مُسلِمين ومسيحيّين على مرّ العصور، هو قبلَ كلّ شيء وطنٌ رسالة، في احترام التعدّديّة والحرّيّة. باتَ علينا اليوم وكلّ يوم أن نصون هذا الإرثَ الجماعي شهادةً لكرامة الإنسان المَخلوق على صورة الله ومثاله (تكوين 1/26).
19. قَدَّرَنا الله أن نكون على مُستوى هذه الدعوة وهذه الرسالة، بِشفاعة أبينا القدّيس مارون الناسك، راجياً أن يكونَ عيدُهُ مباركاً على الجميع. آمين.