الجمعة 27 – 2 – 2015
يوم الجمعة الثاني من الصوم الكبير
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة .25-18:1
يا إخوَتِي، إِنَّ غَضَبَ اللهِ يُعْلَنُ مِنَ السَّمَاءِ على كُلِّ كُفْرٍ وَظُلْمٍ يَفْعَلُهُ النَّاس، الَّذينَ يَحْبِسُونَ الحَقَّ في الظُّلْم؛
لأَنَّ مَا يُعْرَفُ عَنِ اللهِ ظَاهِرٌ لَهُم، فَٱللهُ أَظْهَرَهُ لَهُم؛
فَإِنَّ مَا لا يُرَى مِنَ الله مُنْذُ خَلْقِ العَالَم، أَيْ قُدْرَتَهُ الأَزَلِيَّةَ وأُلُوهَتَهُ، تُدْرِكُهَا العُقُولُ مِنْ خِلاَلِ مَخْلُوقَاتِهِ، لِذلِكَ فَإِنَّهُم لا عُذْرَ لَهُم؛
لأَنَّهُم، بِرَغْمِ مَعْرِفَتِهِم لله، مَا مَجَّدُوهُ ولا شَكَرُوهُ كَمَا يَلِيقُ بِالله، بَل تَاهُوا في أَفْكَارِهِم البَاطِلَة، وأَظْلَمَتْ قُلُوبُهُمُ الغَبِيَّة.
زَعَمُوا أَنَّهُم حُكَمَاء، فإِذَا بِهِم جُهَلاَء!
وٱسْتَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ المُنَزَّهِ عَنِ الفَسَادِ بِشِبْهِ صُورَةِ إِنْسَانٍ فَاسِد، وطُيُورٍ وذَوَاتِ أَرْبَعٍ وزَحَّافَات.
لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ في شَهَوَاتِ قُلُوبِهِم إِلى النَّجَاسَة، تَحْقيرًا لأَجْسَادِهِم فيمَا بَيْنَهُم.
هُمُ الَّذينَ أَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالكَذِب، فَٱتَّقوا المَخْلُوقَ وعَبَدُوهُ بَدَلَ الخَالِق، الَّذي هُوَ مُبَارَكٌ إِلى الدُّهُور. آمين.
إنجيل القدّيس متّى .35-23:18
قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ.
وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار.
وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن.
فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ.
فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن.
وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك.
فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك.
فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ.
ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى.
حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ.
أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟!
وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه.
هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».