الأربعاء 8 – 4 – 2015
الأربعاء من أسبوع الحواريّين
رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي .11-1:3
يا إخوَتِي، إِنْ كُنْتُم قَدْ قُمْتُم مَعَ المَسِيح، فَٱطْلُبُوا مَا هُوَ فَوق، حَيْثُ المَسِيحُ جَالِسٌ إِلى يَمِينِ الله.
إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض،
فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ المَسِيحِ في الله.
وعِنْدَمَا يَظْهَرُ المَسِيح، الَّذي هُوَ حَياتُنَا، فأَنْتُم أَيْضًا سَتَظْهَرُونَ مَعَهُ في المَجْد.
فأَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَكُمُ الأَرْضِيَّةَ السَّالِكَةَ في الفُجُور، والنَّجَاسَة، والأَهْوَاء، والشَّهْوَةِ الخَبِيثَة، والجَشَعِ الَّذي هُوَ عِبَادَةُ أَوْثَان،
فَبِهَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان؛
ومِنْهُم أَنتُم أَيْضًا قَدْ سَلَكْتُم مِنْ قَبْلُ، يَومَ كُنْتُم تَعِيشُونَ فِيهَا.
أَمَّا الآنَ فٱنْبِذُوا أَنْتُم أَيْضًا تِلْكَ الأُمُورَ كُلَّهَا: أَلغَضَب، والسُّخْط، والسُّوء، والتَّجْدِيف، والكَلامَ البَذِيءَ مِن أَفْوَاهِكُم.
لا تَكْذِبُوا بَعضُكُم على بَعْض، لأَنَّكُم خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ العَتِيقَ وأَعْمَالَهُ،
ولَبِسْتُمُ الإِنْسَانَ الجَديدَ الَّذي يتَجَدَّدُ لِيَبْلُغَ إِلى تَمَامِ المَعْرِفَةِ على صُورَةِ خَالِقِهِ.
فلا يُونَانِيٌّ بَعْدُ ولا يَهُودِيّ، لا خِتَانَةٌ ولا عَدَمَ خِتَانَة، لا أَعْجَمِيٌّ ولا إِسْكُوتِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ الكُلُّ وفي الكُلّ.
إنجيل القدّيس يوحنّا .25-15:21
بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي!
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد».
قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».
وَٱلتَفَتَ بُطْرُس، فَرَأَى التِّلْمِيذَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُمَا، وهُوَ الَّذي مَالَ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وَقْتَ العَشَاءِ وقَالَ لَهُ: يَا رَبّ، مَنْ هُوَ الَّذي يُسْلِمُكَ.
فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ قَالَ لِيَسُوع: «يَا رَبّ، وهذَا، مَا يَكُونُ لَهُ؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ؟ أَنْتَ، ٱتْبَعْنِي!».
وشَاعَتْ بَيْنَ الإِخْوَةِ هذِهِ الكَلِمَة، وهِيَ أَنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لا يَمُوت. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لا يَمُوت، بَلْ: إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ.
هذَا التِّلْمِيذُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى هذِهِ الأُمُور، وهُوَ الَّذي دَوَّنَهَا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ.
وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة.