التنشئة المسيحية لغبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي- أحد البشارة لزكريا 13 تشرين الثاني ٢٠١٦ (لوقا 1: 5-25)
مع البشارة لزكريا بولادة ابن له، يوحنا الملقَّب بالسابق وبالمعمدان، يبدأ زمن المجيء أو الميلاد. فيوحنا يختم مسيرة العهد القديم نحو المسيح المنتظَر الذي “كتب عنه موسى والأنبياء (يو1: 45؛ لو24: 27). ويسبق مجيء الربّ ويهيِّئه، وبهذه الصفة هو “السابق” المنادي بالمسيح الربّ، وهو “المعمِّد” للتوبة وتهيئة القلوب.
نحن مدعوّون في زمن المجيء للاستعداد لميلاد المسيح الفادي والمخلِّص بالتوبة والصلاة، لكي يكون ميلاده فينا، بل ميلادنا نحن فيه.
شرح نص الانجيل
من انجيل القديس لوقا 1: 5-25
كَانَ في أَيَّامِ هِيرُودُس، مَلِكِ اليَهُودِيَّة، كَاهِنٌ ٱسْمُهُ زَكَرِيَّا، مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، لهُ ٱمْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ ٱسْمُها إِليصَابَات. وكَانَا كِلاهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ الله، سَالِكَيْنِ في جَمِيعِ وصَايَا الرَّبِّ وأَحْكَامِه بِلا لَوْم. ومَا كَانَ لَهُمَا وَلَد، لأَنَّ إِليصَابَاتَ كَانَتْ عَاقِرًا، وكَانَا كِلاهُمَا قَدْ طَعَنَا في أَيَّامِهِمَا. وفِيمَا كَانَ زَكَرِيَّا يَقُومُ بِالخِدْمَةِ الكَهَنُوتِيَّةِ أَمَامَ الله، في أَثْنَاءِ نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ، أَصَابَتْهُ القُرْعَة، بِحَسَبِ عَادَةِ الكَهَنُوت، لِيَدْخُلَ مَقْدِسَ هَيْكَلِ الرَّبِّ ويُحْرِقَ البَخُور. وكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلِّي في الخَارِج، في أَثْنَاءِ إِحْرَاقِ البَخُور. وَتَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِزَكَرِيَّا وَاقِفًا مِنْ عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ البَخُور، فَٱضْطَرَبَ زَكَرِيَّا حِينَ رَآه، وٱسْتَولَى عَلَيْهِ الخَوف. فقَالَ لهُ المَلاك: “لا تَخَفْ، يَا زَكَرِيَّا، فَقَدِ ٱسْتُجيبَتْ طِلْبَتُكَ، وَٱمْرَأَتُكَ إِلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يُوحَنَّا. ويَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَٱبْتِهَاج، ويَفْرَحُ بِمَوْلِدِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُ سَيَكُونُ عَظِيمًا في نَظَرِ الرَّبّ، لا يَشْرَبُ خَمْرًا ولا مُسْكِرًا، وَيَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ وَهُوَ بَعْدُ في حَشَا أُمِّهِ. ويَرُدُّ كَثِيرينَ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ إِلى الرَّبِّ إِلهِهِم. ويَسيرُ أَمَامَ الرَّبِّ بِرُوحِ إِيلِيَّا وقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلى الأَبْنَاء، والعُصَاةَ إِلى حِكْمَةِ الأَبْرَار، فيُهيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُعَدًّا خَيْرَ إِعْدَاد”. فقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاك: “بِمَاذَا أَعْرِفُ هذَا؟ فإِنِّي أَنَا شَيْخٌ ، وٱمْرَأَتي قَدْ طَعَنَتْ في أَيَّامِهَا”. فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لهُ: “أَنَا هُوَ جِبْرَائِيلُ ٱلوَاقِفُ في حَضْرَةِ الله، وقَدْ أُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وأُبَشِّرَكَ بِهذَا. وهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا، لا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّم، حَتَّى اليَوْمِ الَّذي يَحْدُثُ فِيهِ ذلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِكَلامِي الَّذي سَيَتِمُّ في أَوَانِهِ”. وكَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظرُ زَكَرِيَّا، ويَتَعَجَّبُ مِنْ إِبْطَائِهِ في مَقْدِسِ الهَيْكَل. ولَمَّا خَرَجَ زَكَريَّا، لَمْ يَكُنْ قَادِرًا أَنْ يُكَلِّمَهُم، فأَدْرَكُوا أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا في المَقْدِس، وكَانَ يُشيرُ إِلَيْهِم بِالإِشَارَة، وبَقِيَ أَبْكَم. ولَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ، مَضَى إِلى بَيْتِهِ. وبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، حَمَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ إِلِيصَابَات، وكَتمَتْ أَمْرَهَا خَمْسَةَ أَشْهُر، وهِيَ تَقُول: “هكَذا صَنعَ الرَّبُّ إِليَّ، في الأَيَّامِ الَّتي نَظَرَ إِليَّ فِيهَا، لِيُزيلَ العَارَ عَنِّي مِنْ بَيْنِ النَّاس!”
1. الصلاة هي الوسيلة الأساسيّة والظرف الأنسب للدخول في حوار مع الله. نحن بها نسبّح الله ونمجّده ونشكره ونستغفر منه، ونرفع إليه طلباتنا بدالّة الأبناء. وهو يستجيب في الوقت المناسب وبالطريقة التي يريدها.
كم ألحّ الربّ يسوع علينا: “إسألوا تُعطوا. أطلبوا تجدوا. إقرعوا يُفتح لكم. فإنّ كل مَن يسأل يُعطى، ومَن يطلب يجد، ومَن يقرع يُفتح له” (متى 7: 7-8).
2. كان زكريا الكاهن وامرأته إليصابات “بارَّين وسالكَين في جميع وصايا الربّ وأحكامه من دون لوم” (الآية 6). كان زكريا أثناء تقديم البخور يمجّد الله، ويعرب عن غمّ نفسه ونفس زوجته لحرمانهما من ثمرة الزواج التي هي بركة البنين. وهذا كان يُعتبر في زمانهما قصاصًا من الله، وسبب عار، كما ستقول إليصابات بعد حبلها بيوحنا: “هذا ما صنع إليّ الله ليرفع العار عنّي بين الناس” (الآية 25). هذه الكلمة هي الإقرار بالجميل لله.
اسم إليصابات الذي يعني “الله أقسم”، وكلمة العرفان بالجميل التي لفظتها، يدعواننا إلى أمرَين: الأوّل، أن نتذكّر الله الذي أقسم بأن يخلّصنا بابنه الوحيد، يسوع المسيح. وبما أنّ الله أمين لذاته، فلا بدّ أن يتمّ فينا وعد الخلاص. وهذا يقتضي منّا الثقة والصبر وانتظار تجلّيات إرادة الله. الثاني، أن نصمد مهما اشتدّت الظلمات، وغاب الأمل بغد أفضل، فإنّ فجر الخلاص لا بدّ آتٍ، لأنّ الله أقسم، وهو أمين لوعده، وقد غلب عالم الشّر.
كان زكريا يسلّم امره إلى مشيئة الله. ولذا، قال له الملاك: “لا تخفْ يا زكريا، فإنّ صلاتك قد استُجيبت، وامرأتك إليصابات ستلد لك ابنًا، فسمِّيه يوحنا” (الآية 13). هذه البشرى وهذا التدخّل الإلهي حدثا، وقد أصبح زكريا وإليصابات طاعنَين في السّن، وفاقدَي كلّ أمل بولد يرفع “العار” عن العاقر. ومع ذلك، ظلّا أمينَين لله، ولرسومه وشرائعه، ولرفع الصلاة إليه. الله يتدخّل في الوقت والظرف المناسبَين وفقًا لتصميمه الخلاصي. فكانت البشارة بمولد يوحنا سابقه للبشارة بميلاد المخلّص بستّة أشهر.
4. زكريا وإليصابات هما لنا مثال في الأمانة لله والتمسّك بوصاياه وبتعليم الكنيسة. كثيرون أمام الصعوبات أو خيبات الأمل يبتعدون عن الله والممارسة الدينية، وكأنّهم ينتقمون بهجر الكنيسة وقداس الأحد والتعاليم الدينية. يذكّرنا زكريا وإليصابات أنّ وصايا الله ورسومه إنّما وُضعت لخير الإنسان وخلاصه وسعادته، لا لتكون قمعيّة فيتخلّى الإنسان عنها ويتحرّر منها. مثل هذا التصرّف يدلّ على أنّ الشخص لم يكن يتبع الله حبًّا به، بل بشكل خارجي فقط.
5. صحيح قول بولس الرسول: “كلّ شيء يؤول لخير الذين يتّقون الله” (روم 8: 28). إتّقاء الله يقتضي انتظار تجلّياته بصبر الرجاء. ليس غياب وجه الله، في بعض الأحيان، إهمالًا لنا، بل قد يكون ضرورة لإظهار مجد الله، كما في البشارة بمولد يوحنا، على ما تنبّأ أبوه زكريا يوم مولده: “تبارك الربّ إلهنا، لأنّه افتقد شعبه وأجرى تحريره، وأقام لنا عهد خلاص من أعدائنا ومبغضينا” (لو1: 68-71). يوحنا كان هبة من الله لزكريا وإليصابات وللشعب كلّه.
6. الله هو سيّد التاريخ ويسير مع مُحبّيه ومتّقيه خطوة خطوة. لم تكن صدفة البشارة لزكريا، ولا هي مجرّد حدث قائم بذاته، بل هي مرتبطة كما رأينا بالحدث الإلهي المركزي الذي هو ميلاد ابن الله إنسانًا لخلاص الجنس البشري. نقرأ في الحدث الإنجيلي: “فيما كان زكريا يكهن أمام الله في نوبة فرقته، أصابته القرعة، على عادة الكهنوت، أن يدخل مقدس الربّ ويقرّب البخور” (الآية 8).
كان عدد الكهنة في عهد زكريا، كبيرًا جدًّا، ولم يكن هناك سوى هيكل واحد في أورشليم، وهو هيكل سليمان. فتمّت قسمة الكهنة إلى أربع وعشرين فرقة. وكلّ فرقة تخدم في الهيكل لمدّة أسبوع، وتتوقّف مستريحة في بيتها ثلاثة وعشرين أسبوعًا أي خمسة أشهر تقريبًا. وعلى رأس كلّ فرقة واحد من عظماء الكهنة. فزكريّا كان ينتمي إلى الفرقة الأسبوعيّة التي رئيسها أبيّا (الآية 5). الفرقة الأسبوعية التي تخدم في الهيكل كانت مقسّمة بدورها إلى سبع فرق على عدد الأسبوع. فيجتمع أعضاؤها صباحًا ليختار الرئيس بالقرعة واحدة من الفرق السبع لتهتمّ في هذا اليوم بإحراق البخور، وواحد من الكهنة يقوم بهذا العمل الليتورجي.
في ذلك اليوم، قبل ستّة أشهر من ملء الزمن والبشارة لمريم (راجع لو1: 26)، كانت فرقة زكريا مكلّفة بالقرعة لإحراق البخور، وزكريا الكاهن اختير للقيام بالخدمة. في هذا الوقت المحدَّد، تراءى له الملاك حاملًا إليه البشرى الإلهيّة بيوحنا.
7. العلاقة بين الله والإنسان قائمة على ثلاثة: اضطراب خوف، وطمأنة إلهية، ورسالة في العالم.
“اضطرب زكريا حين رأى الملاك واستولى عليه الخوف” (الآية 12). إنّها حالة الإنسان الذي يدعو الله لخدمته. يرى نفسه ضعيفًا أمام الحضور الإلهي، وأمام أي رسالة يطلبها الله. هكذا جرى لمريم العذراء: “اضطربت لظهور الملاك ولكلامه” (راجع لو1: 29)؛ ولسمعان-بطرس أمام الصيد العجيب (راجع لو5: 8-9)؛ ولإرميا.
لكنّ الله يطمئن ويشجّع: “لا تخفْ يا زكريا، فقد استُجيبت صلاتك (الآية 13). “لا تخافي يا مريم! لقد نلتِ حظوة عند الله” (لو1: 30). “لا تخفْ يا سمعان (لو 5: 10). “لا تخفْ من وجوههم يا إرميا” (إر1: 8).
بعد الطمأنة يوجّه الله الدعوة والبشرى والرسالة: “ستلد امرأتك إليصابات ابنًا، يا زكريا، فسمّيه يوحنا” (الآية 13). “ها أنتِ يا مريم تحبلين وتلدين ابنًا تسمّينه يسوع. إنّه سيكون عظيمًا وابن العلي يُدعى… الروح القدس يحلّ عليك وقدرة العلي تظلّلك. لذلك فالمولود منك قدّوس وابن العلي يُدعى” (لو1: 31-32و35). “ستكون بعد اليوم، يا سمعان، صيّادًا للبشر” (لو5: 10). “إنّك، يا إرميا، لكلّ ما أرسلك له تذهب، وكلّ ما آمرك به تقول… هاءنذا قد جعلت كلامي في فمك. أنظر، إنّي أقمتُك اليوم على الأمم وعلى أعمالك” (إرميا1: 7، 9، 10).
8. اسم يوحنا الذي أوحاه الملاك لزكريا يعني “الله تحنّن”. أو “الله يرحم”. جاء يوحنا رحمةً لوالدَيه وللجنس البشري، لأنّه آخر نبيّ من أنبياء العهد القديم، وأوّل نبيّ في العهد الجديد. إنّه السابق المباشر الذي هيّأ طريق المسيح الربّ إلى القلوب والنفوس، ليس فقط بكرازته للتوبة، بل أيضًا بخدمة المعمودية في نهر الأردن. ولذا قال عنه الملاك لأبيه زكريا: “ويكون لك فرح وابتهاج، ويفرح بمولده كثيرون” (الآية 14).
يعدّد الملاك أسباب هذا الفرح الذي تتجلّى من خلاله رحمة الله وحنانه بشخص يوحنا: إنّه عظيم أمام الربّ؛ يكفّر عن خطايا الشعب ويلتمس لهم الغفران، بامتناعه عن شرب الخمر والمُسكِر؛ يمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمّه، للدَّلالة أنّه ضمانة حضور الله وفعله الرحوم؛ يردّ الكثيرين إلى الربّ إلههم، إذ يحمل إليهم نعمة الرحمة التي ملأته ويدعوهم للتوبة عن خطاياهم وتغيير مسلك حياتهم؛ ويصالح الآباء مع الأبناء والعصاة مع حكمة الأبرار، ويهيّئ للربّ شعبًا كاملًا، بكرازته وخدمة المعمودية (راجع الآيات 15-17).
9. زكريا، لشدّة خوفه، وهول الرسالة، ولضعفه البشري وتواضعه أمام قدرة الله، وللشعور بعدم أهليّته لهذه النعمة العظمى، ومن دون أن يشكّك بالله وقدرته، طلب إيضاحًا لحدث مخالف للطبيعة: “فهو شيخ وامرأته طاعنة في أيامها” (الآية 18). فكانت العلامة “أن يكون أبكم حتى تحقيق البشرى” (الآية 20)، مع التأكيد على قدرة الله التي تفوق شرائع الطبيعة: “أنا جبرائيل، والاسم يعني “قدرة الله”، الواقف في حضرة الله، وقد أُرسلت لأكلّمك وأبشّرك بهذا” (الآية 19).
ليس البكمُ قصاصًا، بل علامة لأمرَين أساسيَّين: الاوّل، لإسكات المعتقد القديم أنّ العقم لعنة وعقاب من الله؛ والثاني لدعوة زكريا لصمت تأمّلي طويل يلج من خلاله في عمق السرّ الذي كان مخيفًا منذ الدهور، وأُعلن له اليوم. من هنا العادة للقيام برياضة روحيّة قبل الشماسيّة والكهنوت والأسقفيّة، وقبل إبراز النذور الرهبانيّة. حبّذا لو أنّ المدنيِّين والمسؤولين السياسيِّين يقومون بمثل هذه الرياضة الروحيّة قبل البدء بمهامهم، وفي كلّ سنة لمراجعة الذات، كما يفعل الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات. وهذه هي الغاية من رياضات فترة الصوم الكبير في الرعايا والمدارس.
في الرياضة الروحية، نصغي لِما يقول لنا الله ويوحيه، ونراجع ذواتنا وأعمالنا ومسلكنا في ضوء كلامه، ونتجدّد بالمقاصد وفعل الروح القدس، عبر سرّ التوبة والمصالحة.
10. تحقّق وعدُ الله بالبشرى، عندما عاد زكريا إلى بيته بعد أسبوع خدمته، فحبلت إليصابات امرأته، وعلى مدى خمسة أشهر دخلت هي أيضًا في صمت تأمّلي، إذ “كتمت أمرها”. ثمّ رفعت صلاة المجد والشكر لله الذي “نظر إليها ورفع عنها العار بين الناس”. ما أجمل أن نرفع في ختام كلّ يوم وعمل وتحقيق أي مشروع، صلاة الشُّكر والتسبيح لله!
* * *
صلاة
أيُّها الربّ يسوع، انت قبلةُ جميع الأنظار، وأنت بمثابة نقطة الوسط في الدائرة. إليك توجّهت أنظار شعوب العهد القديم، وإليك تتوجّه أنظار شعوب العهد الجديد. هبنا النعمة لنوجّه أبصارنا إليك، لكي نستنير في مسيرة الدنيا بكلمتك، ونُشفى من أمراض نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا بنعمة أسرارك، ونتوحَّد برباط محبّتك. لقد شهد لك يوحنا المعمدان بالمسلك والكرازة والرسالة، أيقِظْ فينا هذه الرسالة إيّاها، لكي نواصل الشهادة التي ائتمنتنا عليها، عندما قلت: “ستكونون لي شهودًا إلى أقاصي الأرض” (أعمال1: 8). وإنّا بابتهاج نرفع نشيد الحمد لرحمة الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.
* * *