التنشئة المسيحية لغبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي- عيد الميلاد المجيد
الأحد 25 كانون الأوّل 2016 (لو 2: 1-20)
بالميلاد أصبحنا من نسل المخلّص
بعد مسيرة الصلاة والتوبة والتأمّل، في زمن المجيء الليتورجي، نصل اليوم إلى عيد ميلاد ابن الله إنسانًا ليؤلّه الإنسان. شاركنا في بشريّتنا لكي يُشركنا في ألوهيّته. بميلاده وُلدنا بالابن الوحيد أبناء لله، فلم يعُد كلّ واحد منّا فقط من نسل أبيه بحسب الجسد، بل أيضًا وخاصّة من نسل المخلِّص الذي صار بشرًا (القديس البابا لاون الكبير).
أوّلاً، شرح الإنجيلمن إنجيل القديس لو 2: 1-20
في تِلْكَ الأَيَّام، صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أَغُوسْطُسَ قَيْصَرَ بِإِحْصَاءِ كُلِّ المَعْمُورَة. جَرَى هذا الإِحْصَاءُ الأَوَّل، عِنْدَمَا كانَ كِيرينيُوسُ والِيًا على سُورِيَّا. وكانَ الجَمِيعُ يَذهَبُون، كُلُّ واحِدٍ إِلى مَدِينَتِهِ، لِيَكْتَتِبوا فِيهَا. وَصَعِدَ يُوسُفُ أَيضًا مِنَ الجَلِيل، مِنْ مَدينَةِ النَّاصِرَة، إِلى اليَهُودِيَّة، إِلى مَدينَةِ دَاوُدَ الَّتي تُدْعَى بَيْتَ لَحْم، لأَنَّهُ كَانَ مِن بَيْتِ دَاوُدَ وعَشِيرَتِهِ، لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خِطِّيبَتِهِ، وهِيَ حَامِل. وفِيمَا كانَا هُنَاك، تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِد، فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر، وَقَمَّطَتْهُ، وأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ في قَاعَةِ الضُّيُوف. وكانَ في تِلْكَ النَّاحِيَةِ رُعَاةٌ يُقِيمُونَ في الحُقُول، ويَسْهَرُونَ في هَجَعَاتِ اللَّيْلِ على قُطْعَانِهِم. فإِذَا بِمَلاكِ الرَّبِّ قَدْ وقَفَ بِهِم، ومَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ حَولَهُم، فَخَافُوا خَوفًا عَظِيمًا. فقالَ لَهمُ المَلاك: «لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد. وهذِهِ عَلامَةٌ لَكُم: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا، مُضْجَعًا في مِذْوَد!». وٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلى المَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الجُنْدِ السَّمَاوِيِّ يُسَبِّحُونَ ٱللهَ ويَقُولُون: أَلمَجْدُ للهِ في العُلَى، وعَلى الأَرْضِ السَّلام، والرَّجَاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر. ولَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلمَلائِكةُ عَنْهُم إِلى السَّمَاء، قالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «هيَّا بِنَا، إِلى بَيْتَ لَحْم، لِنَرَى هذَا ٱلأَمْرَ الَّذي حَدَث، وقَد أَعْلَمَنا بِهِ الرَّبّ». وجَاؤُوا مُسْرِعِين، فوَجَدُوا مَرْيمَ ويُوسُف، والطِّفْلَ مُضْجَعًا في المِذْوَد. ولَمَّا رَأَوْهُ أَخبَرُوا بِالكَلامِ الَّذي قِيلَ لَهُم في شَأْنِ هذَا الصَّبِيّ. وجَمِيعُ الَّذِينَ سَمِعُوا، تعَجَّبُوا مِمَّا قَالَهُ لَهُمُ الرُّعَاة. أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ هذِهِ الأُمُورَ كُلَّهَا، وتتَأَمَّلُهَا في قَلْبِهَا. ثُمَّ عَادَ الرُّعَاةُ وهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ ويُسَبِّحُونَهُ على كُلِّ ما سَمِعُوا ورأَوا، حَسَبَما قِيْلَ لَهُم.
1. يبدأ لوقا رواية الميلاد خلافًا لنهجه الدقيق في تحديد المكان والزمان، فيكتب: “في تلك الأيام صدر أمر من أغسطس قيصر بإحصاء كلّ المعمورة” (الآية 1). “في تلك الأيام” تعني أنّ الميلاد ليس “يومًا” بل هو “أيام” ومسيرة حياة نبحث فيها عن المسيح، ونعيش معه، ونستنير بكلامه، ونتقدّس بنعمة خلاصه والفداء في الأسرار، ونبني جماعة كنسيّة تلتئم حوله وتتوحّد، وتخرج حاملة رسالته وشاهدة لمحبّته. أُحصي يسوع في سجلّ الأرض حيث كُتب اسمه، لكي يحصي جميع الناس، الذين قبلوه وآمنوا به ونالوا نعمة الفداء، في سجلّ الملكوت السماوي.
صاحب سجلّ الأرض هو القيصر، الذي كان يؤلّه نفسه ويؤلّهه الناس، ويعتبر نفسه إلهًا، ويعيش في بلاطه حياة البذخ والعبادة الذاتيّة. فكانت مملكته الرومانية الوثنية.
أما صاحب سجلّ الملكوت فهو الإله الحقيقي الذي صار إنسانًا يسوع المسيح في مغارة بيت لحم الوديعة، الفقيرة، المنسيّة. هذا الإله جاء ليحرّر البشرية من أصنامها وآلهتها المادّيين والبشريّين والإيديولوجيّين، من قياصرتها: قيصر المال والسلاح والسلطة والذات والزعماء والجاه والمراكز…
ثمّ يعود القدّيس لوقا إلى أسلوبه المعهود فيحدّد: “جرى الإحصاء الأوّل عندما كان كيرينيوس واليًا على سوريا” (الآية2). ذلك أنّ ميلاد الربّ حدث تاريخي بامتياز، بحيث لم يأتِ إلينا الفادي الإلهي بالفكر أو بالشعور فقط. بل وُلد حقًّا بيننا واتّخذ طبيعتنا البشرية، وانتمى إلى عائلة معروفة، عائلة يوسف ومريم.
2. “كان الجميع يذهبون كلّ واحد إلى مدينته ليكتتبوا فيها” (الآية 3). يبرز من هذه الآية لاهوت الأرض والوطن. ليست الأرض مجرّد تراب وصخور بل هي شعب وثقافة وتراث وتقاليد وتاريخ ومجتمع. إنّها تشكّل هوية الإنسان. ومن الناحية الروحية، الأرض، بمفهوم الكتاب المقدّس، هي أرض الإيمان. فالإيمان لا يحيا من دون أرض. نحن نتعرّف على الله من خلال الأرض: منها نعرفه خالقًا، ومن جمالها نعرف كمال جماله، ومن نظام طبيعتها نعرفه حكيمًا ومهندسًا. ولذلك الأرض هي هيكل الله. إن المحافظة على أرضنا الشخصيّة وأرض الوطن واجب مقدّس. وكذلك المحافظة على قيد نفوسنا في سجلّات وطننا الأصلي، وعلى الجنسية التي ننقلها إلى أبنائنا وبناتنا، جيلًا بعد جيل.
ربّما هذا الأمر يتطلّب بعض التعب والوقت والكلفة. ولكن هذا لا يُعدّ بالنسبة إلى الأغلى. إن لنا خير مثال في يوسف ومريم الحامل وهي على وشك الولادة، اللَّذَين سافرا من أقصى شمال البلاد، من الناصرة، إلى مسقط رأسه، بيت لحم، لكي يكتتبا في الإحصاء. وهناك تمّ التصميم الإلهي بأن يولد المسيح في بيت لحم، مدينة داود، كما أنبأ الأنبياء، ويُكتتب هو أيضًا تحت اسم يسوع ابن يوسف ومريم من الناصرة. لكلّ تضحية في سبيل الله والوطن والناس ثمار خصبة ونتائج إيجابيّة بناءة، نحن نجهلها مسبقًا.
3. لم تكن أورشليم مدينة يهوديّة قبل داود الملك، بل هو أنشأها فدعيت “مدينة داود” واسمها يعني “مدينة السلام”. وقد أرادها الله في سرّ تدبيره مدينة لليهود ولكلّ الشعوب. وفي الواقع فيها افتدى المسيح الجنس البشري، بعد أن وُلد في القرية المجاورة بيت لحم، في الصمت وسكينة الليل، بعيدًا عن ضوضاء المدينة وصخبها، ليقول لنا أنّ اللّقاء معه يتمّ في صمت التأمّل والصلاة، وفي الجلوس مع ذاتنا أمامه، ووجهًا لوجه. الأمر الذي نخافه ونتجنّبه لأنّه يقتضي تغييرًا جذريًّا في حياتنا، وفي رأينا ووجهة نظرنا وعادات عيشنا.
4. بشرى ميلاد المسيح الربّ تبلّغها من الملاك الرعاة الساهرون في قلب ظلمة اللّيل وسكينته. فسطع النور حولهم مثل الشمس. فخافوا خوفًا عظيمًا (راجع الآيتين 8 و9).
نور الربّ أشرق على كلّ الناحية، ولكن لم يشاهده أحد غير الرعاة الساهرين. هذا السهر يرمز إلى سهر القلب والعقل والضمير، الذي دعا إليه الربّ يسوع مرارًا: “إسهروا وصلّوا” (متى 26: 41). إنّها حالة انتظار تجليات إرادة الله فينا وفي التاريخ، لا انتظار ظهوراته لنا أو لأحدنا. كثيرون يدّعون أن المسيح ظهر وقال لهم أو العذراء ظهرت وقالت لهم كذا وكذا.
كتب القدّيس يوحنا الصليبي: “في المسيح قال الله لنا كلّ شيء دفعة واحدة. ولم يبقَ لديه شيء يقوله”. أمّا الروح القدس فيقود الكنيسة إلى الولوج في حقيقة ما قاله لنا الآب بالابن. ويتابع القدّيس يوحنا الصليبي: “إنّ الرغبة في الإيحاءات والرؤى، في الشريعة الجديدة، ليست فقط جهالة، بل هي ايضًا إهانة موجَّهة إلى الله، لأنّنا بذلك لا نلقي بأنظارنا إلى المسيح وحده، بل نفتّش عن شيء جديد خارجًا عنه”.
لماذا خاف الرعاة؟ خافوا خوف الرهبة أمام المشهد الإلهي. فجلال الربّ مهيب لدرجة أنّه يخيف. ولو أنّ الربّ لا يخيف. ولكنّنا نشهد عند معظم الناس أنّهم فقدوا رهبة الحضور الإلهي في الكنيسة، وفي ذبيحة القداس، وفي سرّ القربان. يوجد شيء من “رفع الكلفة” بين الإنسان والله. هذا ظاهر في طريقة الدخول إلى الكنيسة، وطريقة الصلاة، وطريقة المشاركة في الليتورجيا الإلهيّة، وفي كيفيّة اللّباس…
5. لقد طمأن الملاك الرعاة وانتزع خوفهم بالبشرى التي أعلنها لهم، لتكون للعالم كلّه: “لا تخافوا، إني أبشّركم بفرح عظيم، يكون للشعب كلّه: لقد وُلد لكم اليوم مخلّص في مدينة داود، هو المسيح الربّ (الآية 10 و11).
كلّ ظهور إلهي يحمل رسالة من الله، ورسالة تكون لجميع الناس. فالله محبة، ومحبّته تشمل البشريّة جمعاء. هذا ما نشهده في ظهورات الكتاب المقدّس، القديم والجديد. إنّها رسالة للخدمة والخلاص، ومن واجبنا نقلها إلى الآخرين. بهذا المعنى الكنيسة رسوليّة تتأصّل في التقليد الذي نقله الرسل الإثنا عشر، وكتبه الإنجيليّون الأربعة، وواصلته الكنيسة في تقليدها الحيّ بهدي الروح القدس. والكنيسة رساليّة تحمل البشرى الإلهيّة إلى أصقاع الأرض. هذا ما جعل بولس الرسول يكتب: “الويل لي إنْ لمْ أبشّر!” (1كور9: 16).
6. بدأ لوقا الإنجيلي رسالته “في تلك الأيام”، وها هو الآن يكتب كلمة الملاك: “اليوم” وُلد لكم مخلّص. “اليوم” هو “يوم الرب”، يوم اللّقاء به، يوم سماعه، يوم تقديس الذّات بنعمته، يوم التغيير الجذري في كلّ واحد وواحدة منّا. يوم الأحد هو “يوم الربّ”، وكذلك الأعياد التي تفرض علينا الكنيسة حضور القداس الإلهي فيها. “حفظ يوم الربّ” يشكل الوصيّة الثالثة من وصايا الله العشر، فمخالفتُها، من دون سبب قاهر، خطيئة جسيمة. كم يؤلمنا غياب الكثيرين من عائلاتنا وأبنائنا وبناتنا عن “يوم الربّ”، عن موعد اللّقاء هذا مع الله الذي يأتي إلينا!
7. ميلاد الإله في مذود (الآية 12) دليل على تواضعه وصبره وطول أناته وحلمه ورحمته. فهو يريد خلاص الخطأة والأشرار لا هلاكهم. ولذلك لا يثور أمام شرور البشر، ولو بدا في نظرنا غائبًا أو أصمّ أو ضعيفًا. إنّه سرّ الله غير المدرك والصعب غوره. قيبقى الدعاء-الهتاف: “تعال أيُّها الربُّ يسوع” (رؤيا 22: 20).
بظهور جوق الملائكة يسبّحون ويهتفون: “المجدُ لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر” (الآية 13 و14)، هي ليتورجيا السماء تنشد هذا “اليوم” يوم الربّ المميَّز عن جميع الأيام. فيه أبواب السماء مفتوحة للبشرية جمعاء. هذا يحصل كلّ يوم أحد، وكلّ “يوم الربّ”. هذه الليتورجيا السماوية تجد صداها في ليتورجيا كنيسة الأرض، وبخاصّة لأنّها تردّد نشيد الملائكة في بداية القداس والصلوات.
هذا النشيد هو طريق الإيمان والملكوت: “فالمجد لله في العلى” يتمّ ويتجدّد. “وعلى الأرض السلام”، هو السلام الذي تتقبّله شعوب الأرض، باستقبالها الربّ الآتي ليمنحها النصر على العنف والنزاع، على الخطيئة والشّر والموت. “والرجاء الصالح لبني البشر” هو الثبات في الإيمان بأنّ عمانوئيل-الله معنا في كلّ دروب حياتنا، فلا يأس ولا قنوط، لا خوف ولا تراجع. نحن بدورنا نمجّد الله، عندما ننشر السلام، ونزرع الرجاء في القلوب.
9. قَبِل الرعاة البشرى وأسرعوا للحال إلى بيت لحم فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعًا في المذود (الآية16). قَبِلوا البشرى السماوية بقوّة إيمانهم وصفاء قلوبهم وبفضل انفتاحهم الداخلي على الله. نحن بحاجة إلى مثل هذا الإيمان وهذه الصفات لكي نقبل البشرى التي تعلنها لنا الكنيسة. الممتلئون من ذواتهم، والحاصرون همومهم في شؤون الأرض والمادّيات غير معنيّين عادة بالبشرى من علُ، التي تأتينا من الإنجيل وتعليم الكنيسة وممارسة الأسرار وبخاصّة ليتورجيا القدّاس.
10. ولأنّ الرعاة قَبلوا البشرى وشاهدوا بأمّ العين، “راحوا يخبرون بفرح عن كلّ ما سمعوا ورأوا بشان هذا الطفل” (الآية17). إنّهم أوّل المبشرين بالمسيح، وأوّل المرسلين. فتعجّب كلّ الذين سمعوهم (الآية 18). ما يعني أنّ بشارتهم دخلت في قلوب السامعين؛ وفعلت فعلها. فالبشارة تنجح دائمًا في الدخول إلى قلوب الناس المهيّأة لها مثل الأرض الصالحة التي تتقبّل الحَب، فيثمر الواحد مئة وستّين وثلاثين (راجع مثل الزارع، متى 13: 1-9). يكتب بولس الرسول: “الإيمان من السماع. ولكن كيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون من دون مبشِّر؟ وكيف يبشّرون إن لم يُرسلوا؟ (روم10: 14).
11. أما مريم فكانت تحفظ كلّ هذه الأمور في قلبها، وتتأمّل فيها” (الآية 19). بهذا تبلغ مريم المرحلة الثالثة من الإيمان اي التأمّل بعد البشارة وقبولها، وبعد اختبار الإيمان من خلال العمل به. البشارة قبلتها بإيمان من الملاك جبرائيل، وتطبيق الإيمان عاشته في زيارتها لإليصابات للخدمة، والآن تتأمّل في عمق مضامين الإيمان بتصميم الله الخلاصي من خلال ما سمعت من الرعاة.
12. وتنتهي رواية الحدث بالرعاة الذين “عادوا يمجّدون الله ويسبّحونه على كلّ ما سمعوا ورأوا” (الآية20). هذه هي ليتورجيا كنيسة الأرض تبدأ بعد ليتورجيا السماء، بل تنضمّ إليها. في كلّ احتفال ليتورجي نسمع من الكتب المقدّسة البشرى الإلهيّة، فنمجّد الله ونسبّحه بالصلوات والأناشيد، على آياته وعظائمه وتجلّيات محبّته ورحمته. كم المؤمنون والمؤمنات بحاجة إلى هذا الوعي! وكم هي كبيرة مسؤولية رعاة الكنيسة في تثقيف إيمان أبناء الكنيسة، ومساعدتهم على إنضاجه وعيشه، والاغتناء من كنوز نعمه.
* * *
صلاة
صلاتُنا في الميلاد ترنيم ترفعه السماء والأرض إلى الطفل الإلهي:
رنّمي أيتّها السّماوات وابتهجي أيتها الأرض، واندفعي بالترنيم أيّتها الجبال. لأنّه قد وُلد لنا ولدٌ أعطيَ لنا ابنٌ، فصارت الرئاسة على كتفِه. دُعي اسمُه عجيبًا مشيرًا إلهًا جبّارًا، أبا الأبدِ رئيسَ السلام. رنّمي أيتها السماوات وابتهجي أيّتها الأرض، واندفعي بالترنيم أيتها الجبال. إلهُنا الذي انتظرناه وافانا وهو يخلّصنا. الربّ الذي انتظرناه قد أتانا فلنبتهج ونفرح بخلاصه. هلُمّوا نستقي المياه من ينابيع الخلاص. إعترفوا للربّ، أدعوا باسمه، أَخبروا في الشعوب بأعماله. أشيدوا لهُ فقد أتى عظائم رنّموا. يا سما السّماوات رنّمي. رنّمي أيتّها السماوات وابتهجي ايتها الأرض .إهتفي ورنّمي. فإنّ القدّوس في وسطكِ عظيم.