التنشئة المسيحية لغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي – الأحد الرابع من زمن الدنح 29 كانون ثاني ٢٠١٧

التنشئة المسيحية لغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الأحد الرابع من زمن الدنح 29 كانون ثاني ٢٠١٧ (يوحنا 4: 5-7، 9-26)

الحوار الخلاصي

في هذا الأحد الرابع من زمن الدّنح يعتلن سرّ يسوع الباحث عن الخطأة ليُحييهم، ويصحِّح مسار حياتهم، بكثير من المحبة والصبر، وبأسلوب جميل من الحوار الصريح والمُقنع. وهو حوار مريح نفسيًّا وهادٍ إلى الحقيقة التي تُقبَل عن اقتناع وتصبح قضيَّتنا الشخصيّة.

أوّلاً، شرح الإنجيل

من إنجيل القديس يوحنا 4: 5-7؛ 9-26

أَتَى يَسوعُ إِلى مَدِينَةٍ مِنَ السَامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَار، عَلى مَقْرُبَةٍ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاهَا يَعْقُوبُ لابْنِهِ يُوسُف، وفِيها نَبْعُ يَعْقُوب. وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ المَسِير، فَجَلَسَ عِنْدَ النَبْع، وكَانَتِ السَاعَةُ نَحْوَ الظُهْر. وجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاء، فقَالَ لَهَا يَسُوع: «أَعْطينِي لأَشْرَب»؛ فقَالَتْ لَهُ المَرْأَةُ السَامِريَّة: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ تَشْرَب، وأَنْتَ يَهُودِيّ، وأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّة؟». قَالَتْ  هذَا، لأَنَّ اليَهُودَ لا يُخَالِطُونَ السَامِريِّين. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «لَو كُنْتِ تَعْرِفِينَ عَطِيَّةَ الله، ومَنِ القَائِلُ لَكِ: أَعْطينِي لأَشْرَب، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا». قَالَتْ لَهُ المَرْأَة: «يَا سَيِّد، لا دَلْوَ مَعَكَ، والبِئْرُ عَمِيقَة، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ المَاءُ الحَيّ؟ هَلْ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوب، الَّذي أَعْطَانَا  هذِهِ البِئْر، ومِنْهَا شَرِبَ هُوَ وبَنُوهُ ومَاشِيَتُهُ؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ  هذَا المَاءِ يَعْطَشُ مِنْ جَدِيد. أَمَّا مَنْ يَشْرَبُ مِنَ المَاءِ الَّذي أُعْطِيهِ أَنَا إِيَّاه، فَلَنْ يَعْطَشَ إِلى الأَبَد، بَلِ المَاءُ الَّذي أُعْطِيهِ إِيَّاهُ يَصِيرُ فيهِ نَبْعَ مَاءٍ يَتَفَجَّرُ حَيَاةً أَبَدِيَّة». قَالَتْ لَهُ المَرْأَة: «يَا سَيِّد، أَعْطِنِي  هذَا المَاء، حَتَّى لا أَعْطَش، ولا أَعُودَ إِلى هُنَا لأَسْتَقِي». قَالَ لَهَا: «إِذْهَبِي، وادْعِي زَوْجَكِ، وعُودِي إِلى هُنَا». أَجَابَتِ المَرْأَةُ وقَالَتْ لَهُ: «لا زَوْجَ لِي». قَالَ لَهَا يَسُوع: «حَسَنًا قُلْتِ: لا زَوْجَ لِي. فَقَدْ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاج، والَّذي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. صَدَقْتِ في مَا قُلْتِ». قَالَتْ لَهُ المَرْأَة: «يَا سَيِّد، أَرَى أَنَّكَ نَبِيّ. آبَاؤُنَا سَجَدُوا في  هذَا الجَبَل، وأَنْتُم تَقُولُون: إِنَّ المَكَانَ الَّذي فَيهِ يَجِبُ السُجُودُ هُوَ في أُورَشَلِيم». قَالَ لَهَا يَسُوع: «صَدِّقِينِي، يَا امْرَأَة. تَأْتِي سَاعَةٌ، فِيهَا تَسْجُدُونَ لِلآب، لا في  هذَا الجَبَل، ولا في أُورَشَلِيم. أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم، لأَنَّ الخَلاصَ هُوَ مِنَ اليَهُود. ولكِنْ تَأْتِي سَاعَة، وهِيَ الآن، فِيهَا السَاجِدُونَ الحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُوحِ والحَقّ. فَعَلى مِثَالِ هؤُلاءِ يُريدُ الآبُ السَاجِدينَ لَهُ. أَلله رُوح، وعَلى السَاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِالرُوحِ والحَقّ». قَالَتْ لَهُ المَرْأَة: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَشِيحَا، أَيِ المَسِيح، آتٍ؛ وعِنْدَمَا يَأْتِي فَهُوَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيء». قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَنَا هُوَ، أَنَا المُتَكَلِّمُ مَعَكِ».

1. مكان اللّقاء المحيي والهادي بين يسوع والمرأة السامريّة، هو بئر يعقوب في مدينة سوخار من السّامرة. بعد موت سليمان الملك سنة 933 قبل المسيح، شبَّ نزاع بين أولاده على مَن يخلفه في المُلك، فقسَّموا المملكة إلى اثنتَين: مملكة الشمال وعاصمتها السّامرة، ومعروفة باسم “السّامرة”، ومملكة الجنوب واسمها “اليهوديّة” وعاصمتها أورشليم. وفي سنة 40 قبل المسيح، أصبح هيرودس الكبير ملكًا على كلّ البلاد، بتعيين من الامبراطور الروماني. منذ زمن انقسام المملكة نشأت عداوة بين اليهود وأهل السّامرة. لهذا السّبب، عندما طلب يسوع من المرأة أن تسقيَه ماءً، أجابتْ: “كيف تطلبُ منّي أن تشرب، وأنت يهودي وأنا امرأةٌ سامرية؟” (الآية 9).

2. يسوع يجوب، مع تلاميذه، في كلّ المناطق، ليكرز بإنجيل الملكوت ويشفي المرضى ويداوي الخطأة. لقد تعب وجاع وعطش، ما يعني أنّ الرسالة تقتضي كلّ هذا والكثير من التضحيات. فجلس يسوع على حافّة البئر، لعلّ يأتي أحدٌ ليستقي ماء، فيطلب منه أن يشرب، لأنّ لا وعاء له والبئر عميقة ليستقي (راجع الآية11). والتلاميذ ذهبوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا.

هذا يذكِّرنا بأنّ الرسالة المسيحيّة صعبة ومضنكة، وتتطلّب حرمانًا وتضحيات. لا نستطيع نحن، الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، الوقوع في تجربة الحياة السهلة على حساب الرسالة. توجد حاليًّا أزمة على هذا الصعيد.

وكذلك المسيحيّون، بحكم معموديّتهم والميرون، هم أيضًا شركاء في الرسالة المسيحيّة في الرعيّة والأبرشيّة، في المنظّمات والحركات الرسوليّة، في المؤسّسات التربوية والاستشفائيّة والاجتماعيّة. فمن واجبهم تحمُّل التضحيات اللّازمة من أجل الرسالة التي يطلبها المسيح منّا جميعًا، وتنظّمها الكنيسة.

3. جاء يسوع ليهدم كلّ أسوار العداوة. فطلب بكل دالّة وبساطة من المرأة السامريّة أن “تعطيه ليشرب” (الآية7). وهو لن ينسى جميلها، كعادته، إذا فعلت. لكنّها رفضت بسبب العداوة القائمة بين اليهود والسامريِّين (راجع الآية9). هي الخطيئة تخلق العداوة، وتغلق القلب على المسامحة والمحبة. هنا يظهر الفرق بين هذه المرأة السامريّة وذاك “السامري الصالح” (راجع لو10: 25-37).

ودخلت المرأة بجوابها في جدال ديني وسياسي واجتماعي مع يسوع: أنت يهودي من مملكة الجنوب، وأنا سامريّة من مملكة الشمال، أنت رجل وأنا امرأة؛ ولا مخالطة بيننا. وبحجَّة هذا النزاع، رفضت أن تعطيه ماء ليشرب. إنّ الخلافات السياسيّة تصل بعض الأحيان إلى تحجّر القلوب، وتقف عائقًا بوجه المصالحة. والشريعة إذا تمسّكنا بحرفيّتها لا بروحها، تصبح قاتلة. فروح الشريعة يحيي ولا يميت، وبالتالي لا يمنع من إرواء عطش مسافر، ولو كان عدوًّا. هكذا فَعَل “السّامري الصالح”. وروح الشريعة يقتضي البحث عن المصالحة والوفاق. وروح الشريعة يضع الله نصب العينَين. نلاحظ أنّ أغلب النقاشات الدينيّة، بما فيها الحوار المسكوني والحوار بين الأديان، تدافع عن كلّ شيء ما عدا عن الله.

4. لم يتعامل يسوع مع رفض المرأة بردّة فعل. بل بدأ معها حوارًا روحيًّا حول “الماء الحيّ” الذي جاء يحمله إلى العالم ليروي عطش جميع الناس. وهي “عطيّة من الله”، كما الماء أيضًا: “لو كنتِ تعرفين عطيّة الله، ومَن القائل لكِ: أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه، فأعطاكِ ماءً حيًّا” (الآية 10). هذا هو أسلوب يسوع التربوي الذي يعلّمنا كيفيّة التعامل الاجتماعي.

بهذا الجواب أراد يسوع رفع المرأة من المادّة إلى مستوى الروح. لكنّها ظلّت على مستوى الأرض. فالماء الحيّ بالنسبة إليها هو الماء الجاري من الينبوع في قعر البئر. وربّما بشيء من التهكّم والازدراء، أجابت: “يا سيّد، لا دلو معك والبئر عميقة. فمن أين لك الماء الحيّ. هل أنتَ أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا هذه البئر؟” (الآيتان 11و12).

5. “عطيّة الله” هي الروح القدس الذي يمنحنا الحياة الجديدة، إذ يجعل كلام الله زرعًا يثمر في قلوبنا ونورًا يهدي عقولنا وضمائرنا وإرادتنا، ويفعِّل فينا ثمار الفداء، ويقدّسنا بنعمة الأسرار. هذه “الحياة الجديدة” تفيض من داخلنا إلى الخارج في نوعيّة واستقامة وقداسة المسلك والقول والعمل. بهذا المعنى قال لها يسوع: “مَن يشرب من الماء الذي أعطيه أنا، لن يعطش أبدًا. والماء الذي أعطيه يصير فيه نبعًا يفيض بالحياة الأبدية” (الآية 14).

لم تفهم المرأة ماهيّة هذا الماء الحيّ وفعله إلّا من الناحية المادّية أيضًا. فأجابت ربّما بتهكّم واستهزاء: “يا سيّد أعطني هذا الماء، حتى لا أعطش، ولا أعود إلى هنا لأستقي” (الآية 15).

6. أدرك الربّ يسوع كم أنّ هذه المرأة منغمسة في مادّيات الحياة، حتى الانغلاق على عالم الروح. وهذا أمرٌ طبيعي لامرأة عاشت الآن في انغماس سلبي، على مستوى الأخلاقيات، إذ بدّلت ستّة رجال الواحد تلوَ الآخر، وعاشت معهم بشكل غير شرعي وغير أخلاقي. هذه مأساة الذين لا يرَون في الحياة سوى ملذّات الجسد. هؤلاء يزدرون الله والكنيسة، وكلّ القيم الروحيّة والأخلاقيّة، ورجال الكنيسة، والعادات والتقاليد الروحية، ويحلّلون لأنفسهم كلّ شيء بحجّة الحرية في التصرّف والرَّأي والمعتقد والعبادة.

أمام هذا الواقع ازداد عطش يسوع الروحي إلى خلاص هذه المرأة وأهل السامرة. واعتبرها فرصة سانحة لاجتياز حاجز العداوة. فقال لها: “إذهبي، وادعي زوجك، وعودي إلى هنا” (الآية16). يسوع يعرف باطن كلّ إنسان، ومرضه الداخلي والخارجي. بهذا الطلب، وضع أصبعه على الجرح برفق ومحبة. لم ينتهرها ولم يحكم عليها، ولم يوجِّه إليها أيّة ملامة. فهي تعرف أنّ واقع حياتها مع الرجل السادس غير شرعي وغير اجتماعي وغير قانوني. وتعرف أنّ أهل المدينة يدلّون إليها بالأصبع. وتعرف أنّها لهذا السبب قصدت البئر “عند الظهيرة” (الآية6)، في ساعة لا يأتي إلى البئر أحد، تجنّبًا لملاقاة الناس. من قبل يسوع كانت لمسة محبة: “إذهبي وعودي إلى هنا”. نسي الربّ عطشه المادّي، بل ارتوى من دون أن يشرب، لأنّه سيسقي المرأة وأهل السامرة من “مائه الحيّ”. جميل أسلوب يسوع التربوي! وأسلوبه في الحوار المحبّ، اللّطيف، الأخلاقي!

8. طلبُ يسوع كشف للمرأة حقيقتها، فأجابت: “لا زوجَ لي” (الآية 17). إنّه جواب ينطوي على اثنَين: قول الحقيقة وإخفائها في آن. يسوع تمسّك بالأول: “صدقتِ في ما قلتِ. فلا زوج لكِ. والذي لكِ الآن ليس هو زوجُك” (الآية 17). وأراد يسوع أن يكافئ صدقها بخلاصها، لكونها لم تشأ قول الكذب وإخفاء الحقيقة عمدًا، إذ كان بإمكانها أن تتحجّج أنّ زوجها مريض أو في سفر خارج المدينة. فواصل لمس قلبها وضميرها بلمسة محبّة وتفهّم واستيعاب، وأضاف: “كان لك خمسة ازواج” (الآية 18).

9. عندها هتفت: “يا سيِّد أرى أنّك نبيّ” (الآية19)، أي أنت هو الذي يقول الحقيقة بكلّ محبة، وبدون خوف أو محاباة للوجوه، وهو المتّصل بالله دومًا والمستنير من أنواره. لقد وجدت المرأة في يسوع نور الحقيقة. وفي الوقت عينه غيّرت الحديث وأبعدته عن واقع حياتها الشاذّة، وعن خطاياها المتراكمة، خوفًا وحياءً. وأدخلته في موضوع جدال آخر ونزاع حول مكان العبادة لله: آباؤنا سجدوا في هذا الجبل (جريزيم)، وأنتم تقولون: إن المكان الذي فيه يجب السجود هو في أورشليم” (الآية20).

وكأنها أرادت أن تبرِّر خطاياها لتقول ليسوع أنت أيضًا مع جماعتك مخطئ. ذلك أنّ الملك يوحنا هرقانوس، الذي حكم بعد نجاح الثورة المكّابية سنة 164 قبل المسيح، هدم هيكل السامريِّين القائم على جبلهم ليرغمهم على العبادة في هيكل أورشليم من أجل أن يكون الجميع تحت نظر الملك، وتتعزّز ثروة الهيكل من خلال التبرعات والمحرقات.

نحن ايضًا، قد نلجأ أحيانًا، من أجل تبرير خطايانا، إلى اتّهام الله بأنّه هو السبب: ضعف الطبيعة البشريّة التي خلقها، صعوبة الوصايا والعيش بموجبها، التصرّف العمومي، الحاجات التي نواجهها…

10. أجاب يسوع على سؤالها، مواصلًا حواره المحبّ والصريح معها، من دون أن يتعب، ما دامت هذه المرأة تبحث عن الحقيقة. فرفعها من جديد إلى قمم الروح، وأكّد أنّ “العبادة الحقيقيّة لا ترتبط بمكان، بل هي للآب بالروح والحقّ. فالله روح، وعلى الساجدين له أن يسجدوا بالروح والحقّ” (الآية23).

بالطبع لم تفهم المرأة هذا الكلام. ولكي تضع حدًّا لهذا الحوار الذي لم تشأ أن يغوص أكثر في العمق، قالت ليسوع: “أنا أعلم أنّ مشيحا أي المسيح آتٍ، وعندما يأتي فهو يخبرنا بكلّ شيء” (الآية25). لكنّها بهذا القول بلغت إلى غاية الحوار وذروته، من حيث لا تدري. فأجابها يسوع: “أنا هو، الذي يكلّمُكِ” (الآية26).

11. بهذا الجواب وصل يسوع بالمرأة السامريّة إلى معرفة الحقيقة كاملة، حتى أصبحت رسولتها والمبشِّرة بها. فتركت جرَّتها، وأسرعت إلى المدينة تعلن سرّه وتدعو الناس إلى رؤيته، لكي يبلغوا هم أيضًا إلى ملء الحقيقة: “تعالوا وانظروا رجلًا ذكر لي كلّ ما عملت. فربّما يكون هو المسيح”. فخرجوا من المدينة وجاؤوا إلى يسوع (الآيات 28-30).

وعندها آمن كثير من السامريّين بيسوع، وطلبوا إليه أن يقيم عندهم. فأقام يومَين. وزاد كثيرًا عدد المؤمنين به. وقالوا للمرأة: “نحن نؤمن الآن لأنّنا سمعناه بأنفسنا، وعرفنا أنه بالحقيقة هو مخلّص العالم” (الآيات 39-42).

هذه هي نتائج إعلان سرّ المسيح، ما جعل بولس الرسول يقول: “الويل لي إنْ لم أكرز بإنجيل يسوع” (1كور 9: 16). المرأةاكتشفت، بفضل السماع المؤدّي إلى الإيمان، أنّ يسوع هو “نبيّ” وأنّه “المسيح” المنتظر، والسامريون أكتشفوا أنّه “مخلّص العالم”.

*   *   *

صلاة

أيّها الربّ يسوع، انت كلمة الله التي تحاور كلّ إنسان لكي يهتدي إلى الحقيقة الخلاصيّة. أدخلْنا في حوار وجداني معك، مثل المرأة السامريّة، كي نعرف حقيقتك وحقيقة كلّ واحد وواحدة منّا. فلا يمكن أن نعرف ذواتنا من دون أن نعرفك. أنت مرآة نفوسنا. وكما أصبحت المرأة السامريّة رسولة الحقيقة والشاهدة لك، أَحيي فينا غيرة الشهادة لك والكرازة بإنجيلك، بروح بولس رسول الأمم. وليرتفعْ من فم جميع الذين آمنوا بك نشيدُ المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

*   *   *

شاهد أيضاً

رسالة قداسة البابا فرنسيس في مناسبة اليوم العالمي الأوّل للأطفال

25-26 أيّار/مايو 2024 رسالة قداسة البابا فرنسيس في مناسبة اليوم العالمي الأوّل للأطفال 25-26 أيّار/مايو …

رسالة قداسة البابا فرنسيس في مناسبة الزّمن الأربعيني 2024 مِن البرِّيَّة يقودنا الله إلى الحرّيّة

رسالة قداسة البابا فرنسيس في مناسبة الزّمن الأربعيني 2024 مِن البرِّيَّة يقودنا الله إلى الحرّيّة …