التنشئة المسيحية لغبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي – مدخل الصوم الكبير: آية عرس قانا الجليل الأحد 26 شباط ٢٠١٧ (يوحنا 2: 1-11)
عرس قانا استباق لعرس يسوع الخلاصي
هذا الأحد يفتتح الأسبوع الأوّل من زمن الصوم الكبير الذي هو رحلة فردية وجماعية نحو العبور الفصحي مع موت يسوع لفدائنا وقيامته لتقديسنا، “بالموت” عن إنسان الخطيئة، “الإنسان القديم”، والقيامة لإنسان النعمة، “الإنسان الجديد”، بحسب تعبير القديس بولس الرسول (راجع أفسس 4: 22-24).
تقرأ الكنيسة إنجيل آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، كآية أولى أظهر فيها يسوع ألوهيّته من جهة، وقدرته على تحويل الإنسان من الداخل من جهة أخرى، بحيث يستعيد ويحتفظ ببهاء صورة الله فيه. آمن التلاميذ بهاتَين الحقيقتَين اللَّتَين شكّلتا “البشرى السّارة بالخلاص”. هذه البشرى السّارة “نقلها الإنجيليّون، لا ككتاب تاريخ، بل كاختبار للأحداث الخلاصيّة التي قام بها يسوع في حياته على الأرض. كتبوا الحقائق الإلهيّة التي اختبروها وعاشوها. ولذا أنهى يوحنا إنجيله بالقول: “وأتى يسوع أمام تلاميذه بآيات أخرى كثيرة لم تُكتب في هذا الكتاب. وإنّما كتبت هذه لتؤمنوا بأنّ يسوع المسيح هو ابن الله، ولتكون لكم، إذا آمنتُم، الحياة باسمه” (يو20: 30-31).
لقد أصدرنا كالعادة رسالة الصوم لهذه السنة بعنوان “الصلاة والصوم والصدقة”. وفيها قسمان: الأوّل مفهوم الصوم وغايته وثماره في ضوء الكنيسة المقدسة، والثاني، توجيهات خاصّة بشريعتَي الصوم والقطاعة.
أولاً، شرح الانجيل
من انجيل القديس يوحّنا 2: 1-11
في اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك. ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس. ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: “لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر”. فَقَالَ لَهَا يَسُوع: “مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد”. فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: “مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه”. .وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا، فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: “إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً”. فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق.قَالَ لَهُم: “إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة”. فَقَدَّمُوا. وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا – وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون – فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ وقَالَ لَهُ: “كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن”. تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، آمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.
1. “اليوم الثالث” (الآية 1): يومان سبقاه بعد معموديّة يسوع في نهر الأردن، واعتلان بنوّته الإلهيّة، وظهور الثالوث القدّوس (راجع متى 3: 13-17). في اليوم الأوّل، ويسمّيه يوحنا الإنجيلي “الغد” شهد يوحنا المعمدان أنّ يسوع هو “حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم” فكانت دعوة اندراوس ويوحنا وسمعان-بطرس (راجع يو1: 29-42). وفي اليوم الثاني، الغد الآخر، دعا يسوع تلميذَين آخرَين، هما فيليبس ونتنائيل. “وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل”، وكانت آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، كاستباق لعرسه الخلاصي، عندما حوّلَ، في ليلة آلامه وموته فداءً عن خطايا البشريّة جمعاء، كأس الخمر إلى دمه لحياة العالم.
وفي “اليوم الثالث” قامَ من الموت، فاكتملت فرحة عرس الفداء، إذ فاضت نعمة الرّوح القدس السّاكب محبّة الله في القلوب. وانطلقت مسيرة الإيمان بالمسيح الكلّي، رأس الكنيسة التي هي جسده ورمز البشريّة الجديدة.
2. إفتتحَ الرّبّ يسوع حياته العلنيّة بحضور عرس، فأعادَ إلى الزّواج كرامته وقدسيّته، ورفعه إلى رتبة سرّ، يتمّ فيه حضور الله في حياة الزّوجَين والعائلة، بحبِّه المسكوب بالرّوح القدس عليها، فيُقدّس حبّهما البشري، ويشركهما بحبّ الخالق، فينقلون الحياة البشريّة، مكمّلين عمل الخلق. في هذا السرّ، يمنح المسيح، بعمل الثّالوث القدّوس، نعمةً تُقدّس حياة الزّوجَين والعائلة، فتعضد في الضّعف، وتهدي في الضياع، وتُعزّي في الحزن، وتُثبّت في الرجاء، وتنفي اليأس، وتنتزع الخوف.
3. في أوّل صفحة من سفر التّكوين، وهو أوّل الكُتُب المقدّسة، ظهرت إرادة الله في تأسيس الزّواج، وأوصى: “إنميا واكثرا واملأا الأرض” (تك1: 28). ما يعني أنّ الزّواج هو نبع الحياة، من خلال الإنجاب، وان بواسطة الزّوجَين الله يُكمّل عمل الخلق بنقل الحياة البشريّة، وانّ الزّوجَين بالإنجاب يقومان بعملٍ مقدّس، بسبب مصدره الإلهي، وانّهما في الإنجاب يُحقّقان صورة الله: “خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، ذكرًا وأنثى خلقهما وباركهما وقال: “إنميا واكثرا واملآ الأرض” (تك 1: 27-28). وهكذا يكون كلّ ولد يولد هبة سماويّة، ومصدر بركة، ويبقى تحت عناية الله.
4. وفي أوّل صفحة من كتب العهد الجديد ظهرَ الزّواج والعائلة، في زواج يوسف ومريم وولادة إبن الله إنسانًا، فكانت العائلة المقدّسة. ثمّ في أوّل عمل علَني قامَ به الرّبّ يسوع بحضوره عرسًا أكمل سعادته بالخمرة الفائقة الجودة، التي ترمز إلى الحبّ غير المحدود الذي سيُشكّل عرس يسوع الخلاصي، بذبيحة ذاته فداءً عن البشر أجمعين، وسيستمرّ هذا الحبّ في ذبيحة القداس القربانيّة وليمة جسد الربّ ودمه، الآن وهنا، بواسطة خدمة كهنة الكنيسة للعهد الجديد.
إنّ حضور الربّ يسوع في عرس قانا، وآية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، كان استباقًا لعرسه الخلاصي الذي يتفجّر منه الحبّ الإلهي في قلب الإنسان المؤمن.
5. قانا الجليل: الجليل كلمة ساميّة تعني “البعيد”، أي البعيد عن أورشليم العاصمة والهيكل. كانت صفة “الجليل” تُستعمل للتقليل من أهميّة المكان، لبعده عن الهيكل ممّا يقلّل من الذبائح التي يتمكّن الناس من تقديمها، بسبب مشقّة الطريق. لذلك يختار يسوع أن يصنع آيته الأولى هناك، في الجليل، البعيد، لكي يفتح رسالته على الأمم، فلا تنحصر في اليهود وحدهم. قانا اللبنانية تقع في جليل الأمم، أي المنطقة الأبعد، في جنوبي لبنان.
ملفت أنّ القديس مرقس في إنجيله يضع لقاء يسوع الأوّل بتلاميذه بعد القيامة في الجليل، فعندما ذهبت النسوة إلى القبر، قال لهنّ الملاك: “اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: إنّه يتقدّمكم إلى الجليل، وهناك ترونه كما قال لكم” (مر ١٦: ٧). ثمّ يرسل تلاميذه إلى جميع الشعوب قائلاً: “اذهبوا في العالم كلّه، وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين” (مر ١٦: ١٥). إذًا نجد انفتاح الرسالة على سائر الشعوب، سواء في بداية الإنجيل أم في نهايته.
يرى بعض المؤرّخين، كالأسقف أوسابيوس القورشيّ، أن قانا اللبنانيّة هي المكان الذي فيه كان العرس وحصلت الآية الأولى.
كما أنّ الدراسات الأثريّة، وما تمّ اكتشافهمن نقوش وأجران وسواها في قانا، يساعد على إثبات مصداقيّة هذه النظريّة.
6. لوجود يسوع ومريم والتّلاميذ في العرس معنى لاهوتي:
أ- إنّها الكنيسة النّاشئة حاضرة، وفي هذا الحضور، ظهرَ تشفّع مريم الذي لا يُرَدّ لدى ابنها. “ليس عندهم خمر” قالت ليسوع، وللخدم: “إفعلوا ما يقوله لكم” (الآيتان 3 و5). بفضل وساطة مريم، تمّت آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، وترسّخَ إيمان التلاميذ الذين يُمثّلون جماعة المؤمنين والمؤمنات.
ب- نجدُ مريم في مكانَين من إنجيل يوحنا: في عرس قانا، وتحت أقدام الصّليب (يو19: 25). وكان من المنتظر أن يأتي يوحنا على ذكرها في إنجيله أكثر، لكونها عاشت معه بعد موت يسوع فقد “اتخذها إلى خاصّته”، بعدما قال لها يسوع: “يا امرأة هذا ابنُكِ! ويا يوحنا هذه أمُّك!” (يو 19: 26-27). في كلتا الحالتَين، يسوع يخاطب أمّه بكلمة “يا امرأة” (يو 2: 4؛ 19: 26) بمعنى “يا أمّ الحياة”. بفضل وساطتها كانت آية عرس قانا الجليل التي سبّبت سعادة العروسَين والمدعوّين، وإظهار ألوهيّة يسوع، وإيمان التّلاميذ (يو 2: 10و11)؛ وبفضل مشاركتها في آلام ابنها، أصبحت أمّ البشريّة الجديدة، المتمثّلة بالكنيسة، في شخص يوحنا (راجع يو 19: 26-27). ولذا تُسمّى مريم العذراء “حوّاء الجديدة” التي أعادت للبشريّة الحياة التي أفقدتها إيّاها “حوّاءالأولى” بإدخالها الموت بالخطيئة.
ج. لمريم مكانها الخاصّ في ليتورجيّتنا. فكلّ صلواتنا تُختتم بالتماس شفاعة مريم ووساطتها. ولذلك نجد أيقونتها في جميع الكنائس وقرب المذبح الرئيسي. من الضرورة أن توضع أيقونه السيدة العذراء قرب كلّ مذبح بشكل يُظهر مكانتها في التشفّع والوساطة عند الاحتفال بالذبيحة القربانية. وينبغي إعادة تكريم العذراء بنشيد “يا أمّ الله” أو بأي صلاة مريميّة في مناسبة الاحتفال بالقداس، كما كانت العادة القديمة، وبتعزيز زياح أيقونتها في الرعايا والأديار والبيوت.
د. حضور الكنيسة الناشئة في عرس قانا رفع الزواج من حالة طبيعية أوجدها الخالق إلى رتبة سرّ مقدّس بعمل الفداء، ويكون، في هذا السّر، عقدُ الزواج عهدًا بين الزوجَين من جهة، وبينهما مع الله والكنيسة من جهة ثانية. وقد وضع الله في الكتب المقدّسة شرائع للزواج، نظّمتها الكنيسة في قوانينها التي توجب على المسيحيّين أن يعقدوا زواجهم وفقًا للصيغة التي تضعها، من أجل أن يكون هذا الزواج سرًّا مقدّسًا. فلا يستطيع المسيحي المؤمن أن يعقد زواجه مدنيًّا من دون أن يرتكب خطيئة جسيمة ضدّ الله الذي جعل الزواج المسيحي سرًّا مقدّسًا لا عقدًا اجتماعيًّا مدنيًّا صرفًا، كما يخطأ بحقّ قدسيّة هذا السّر. وإذا اضطرّ أن يعقد زواجه مدنيًّا لسبب أو لآخر، عليه أن يصحّحه بعقده كنسيًّا لكي يعيش في سلام مع الله والذات، ويتجنّب البقاء في حالة الخطيئة الدائمة التي تفصله عن حياة الكنيسة وتحرمه من نعمة الأسرار المقدّسة.
7. عرس قانا وتحويل الماء إلى خمر فائق الجودة استباق للعرس الجديد الذي هو عرس يسوع والبشرية التي اتّحد بها من خلال سرّ موته وقيامته، وقد شبّه هذا السّر-العرس “بحبّة الحنطة التي تقع وتموت في الأرض وتعطي سنبلة” (راجع يو12: 24). من خمرة دمه الذي غسل خطايا البشرية جمعاء بموته على الصليب، كان عرس الفداء وسعادة الخلاص المكتملة بقيامته، وكانت ولادة الكنيسة، التي هي جسده وصورة البشرية الجديدة، المعادة إليها كرامة الخلق الأوّل وبهاء صورة الله.
* * *
ثانيًا، سنة الشهادة والشهداء
نواصل نقل مضمون الرسالة العامّة التي وجّهناها في 9 شباط عيد ابينا القديس مارون، وافتتحنا بها “سنة الشهادة والشهداء”. فننقل اليوم مسوّغات الاحتفال بهذه السنة.
“تندرج هذه المبادرة في إطار الأمانة للتقليد الكنسي الرسولي والآبائي وتشكِّل تلبيةً للدعوة التي وجَّهها القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني إلى الكنائس المحليّة، في رسالته الرسوليّة “إطلالة الألفيّة الثالثة”، الصادرة في 10 تشرين الثاني 1994: “على الكنائس المحليّة أن تبذل كلّ جهد لئلَّا تترك ذكر الذين أدّوا شهادة الدَّم يضيع، وتجمع في هذا السبيل كلّ الوثائق اللّازمة، الأمر الذي لا يمكن إلّا أن يأخذ طابعًا مسكونيًّا بليغًا. فصوت اتِّحاد القدّيسين أقوى من صوت دعاة الشقاق، وسيرة الشهداء الأوّلين كانت الأساس في تكريم القدِّيسين. والكنيسة في إعلان وتكريم قداسة أبنائها وبناتها كانت تؤدِّي التكريم السامي إلى الله نفسه، وفي الشهداء كانت تكرِّم المسيح منبع شهادتهم وقداستهم. إنّ كنيسة الألفيّة الأولى وُلدت من دم الشهداء. وفي نهاية الألفيّة الثانية صارت الكنيسة مجدَّدًا كنيسة الشهداء. فقد أدّت الاضطهادات على المؤمنين، كهنةً ورهبانًا وعلمانيِّين، إلى زرع وفير من الشهداء في شتّى أنحاء العالم. وأصبحت الشهادة المؤدَّاة للمسيح حتى الدَّم تراثًا مشتركًا بين كلّ المسيحيِّين. إنّها شهادة يجب ألاّ تنسى” (العدد 37).
3. فيما نلبّي هذه الدعوة التي تحدَّدت أثناء انعقاد جمعيّة سينودس الأساقفة الخاصّة بلبنان في روما في تشرين الأول 1995، فإنّنا نجمع إرث أبناء وبنات كنيستنا المارونيّة وبخاصّة الشهداء منهم والشهيدات، ونقدِّمهم نموذجًا لعيش الأمانة للإنجيل والإيمان بالمسيح، في عالمنا المعاصر، ونحن في بدايات الألفيّة الثالثة. وهكذا تحافظ كنيستنا على ذاكرتها التاريخيّة، وتظلّ بحكم دعوتها، وعلى مدى التاريخ، شاهدة حتى الدّم لمعلّمها الإلهي يسوع المسيح الذي أكّد لرعاتها كما لرسله: “ستُعطون الروح القدس، فتنالون قوة، وتكونون لي شهودًا … حتى أقاصي الأرض” (أعمال1: 8).
صلاة
أيّها الربّ يسوع، لقد حضرتَ عرسًا في قانا الجليل، وأجريتَ آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، كأوّل عمل من رسالتك الخلاصيّة، لتبيّن لنا أنّ بك يكتمل فرح عرس البشر، وأنّك أتيت العالم لتعطي الإنسان سعادته الحقيقيّة. وقد استبقتَ بذلك عرسك الخلاصي الذي حقّقته بآلامك وموتك، وهو عرس تحرير الإنسان من سيطرة الخطيئة والموت عليه، فأقمته معك لحياة جديدة. ونسألك، يا ربّ، أن تكون سنة الشهادة والشهداء خير مناسبة لتوطيد روابط الوحدة بين الكنائس، راجين أن تكون دماءُ شهدائنا دعوة وجدانيّة لتحقيق الوحدة الكاملة في جسدك السّرّي الذي هو الكنيسة. فنصبح أهلًا لنرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.
* * *