الكلمة التأبينيّة التي قالها المطران بولس روحانا
النائب البطريركيّ العامّ على منطقة صربا
في قدّاس جنازة المرحوم الشمّاس الدّائم سامي الياس ساروفيم
كنيسة مار جرجس، الضبيّه
الإثنين 24 نيسان 2017، الساعة 4،00 ب.ظ.
باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.
– حضرة الأب سليم الريّس، خادم هذه الرعيّة المباركة، والرهبان الكهنة المعاونون الأفاضل،
– قدس الأباتي سمعان أبو عبدو المحترم،
– حضرة الخوري عبده أبو خليل المحترم، رئيس الديوان في نيابة صربا والمسؤول عن لجنة الدعوات وطلّاب الشماسية الدائمة في النيابة،
– حضرة الكهنة والشمامسة والرهبان الأفاضل،
– حضرة الفعاليات البلديّة والاختياريّة والسياسيّة وممثّليهم المحترمين،
– عائلة الفقيد المرحوم الشمّاس الدّائم سامي الياس ساروفيم:
والدته: سلمى الياس الصايغ من الضبيّه، أرملة الياس ساروفيم،
إبنه: باتريك؛ إبنتاه: باتريسيا زوجة شادي صبحي الزريف، وساندرا؛
أشقاؤه وشقيقتاه وعيالهم: سمير وسليم وجوزيف وسلوى ونوال،
عمّه وعمّاته المحترمين،
أبناء وبنات رعيّتيّ مار جرجس والصعود الضبيّه المحترمين،
– أيُّها الإخوة والأخوات بالربّ،
“ونترجّى قيامة الموتى والحياة الجديدة في الدهر الآتي”.
1. هذا ما نُعلِنُهُ في خِتامِ قانون الإيمان الذي نتلوه في كلّ قدّاس. فالرّجاءُ هُنا ليسَ انجذابًا إلى مُستقبلٍ وهميّ أشبه بالسراب. إنّه يستند على إيمان الكنيسة الراسخ بأنّ يسوع الناصريّ المصلوب قام من بين الأموات وقال لتلاميذه لمّا ظهر لهم، وهو القول الأخير في إنجيل متى: “وها أنا معكم كلَّ الأيّام إلى نهاية العالَم” (متى 28/20). وفي هذا القول “أنا معكم” صدى أمين لنبوءة أشعيا عن ولادة يسوع كما يذكرها متّى في بداية إنجيله قائلاً: “ها إنَّ العذراء تحمل وتَلِدُ ابنًا ويُدعى اسمهُ “عمّانوئيل”، أي الله معنا” (متى 1/23). بدون هذا الإيمان بأنَّ الله معنا وهو حيّ بيننا وفي الكنيسة والعالم يكون تبشيرنا فارغًا على حدّ قول بولس الرسول الذي أضاف بأنّنا أشقى الناس أجمعين إذا كنّا نرجو المسيح في هذه الحياة وحسب (1 كور 15/ 14. 19).
2. على هذا “الرّجاء الذي لا يخيّب” (روما 5/ 5) نلتقي اليوم، نيابةَ صربا البطريركيّة، إكليروسًا ورهبانًا وراهبات وعلمانيِّين وعلمانيّات، لنُحيطَ بصلاتنا وعاطفتنا عائلةَ المرحوم الشمّاس الدائم سامي الذي رحل في 22 نيسان الجاري، عشيّة الأحد الجديد، المعروف بأحد توما، وعشيّة عيد أحد الرحمة الإلهيّة، وعشيّة عيد القدّيس الشهيد مار جرجس، شفيع هذه الرعيّة التي خَدَمَها قندلفتًا منذ العام 1997 وشمّاسًا دائمًا منذ العام 2007 حتى وفاته.
3. رَحَلَ قبَيْلَ الأحد الجديد، أحد توما، وكأنّهُ كان يأبى أن يكونَ مثل توما لأن سامي آمن بالمسيح القائم من الموت دون أن يراه، فهو اليوم يستحقّ الطوبى من ربّه (يوحنا 20/ 24-29). رَحَلَ عشيّة عيد القدّيس جرجس، فيما الكنيسة المارونيّة تدعونا إلى التأمُّل في هذا العيد بِمَثَل الكرمة الحقيقيّة والأغصان كما أورده الإنجيلي يوحنا (يوحنا 15/ 1-17). في هذا المَثَل صورة زراعيّة للتعبير عن الارتباط العضويّ بين الكنيسة -الأغصان ويسوع، الكرمة الحقيقيّة، منها تستمدُّ الكنيسة في تنوّع أعضائها، ماويّتَها الأساسيّة، بدونها لا ثمر يُرجى لأنّها تُصبح كنيسةً بدون يسوع. أقول هذا لأشهدَ على أنَّ المرحوم سامي سعى كالغصن أن يثبُتَ في يسوع، الكرمة الحقيقيّة، تتلمذًا له وتشبُّهًا به، فجاءَت حياتُهُ فرحًا وسلامًا داخليًّا، خدمةً مُتواضِعة للجميع، للعائلة وللرعيّة. فالذي يرتوي من ماويّة الكرمة الحقيقيّة التي تسري في قلبه وفكره يُمكنُه أن يُردِّد مع الرسول بولس: “لقد صُلبتُ مع المسيح: فلستُ بعدُ أنا الحيّ، بل المسيح هو الحيّ فيّ” (غلاطية 2/20).
4. رَحَلَ عشيّة عيد الرحمة الإلهيّة، الذي يقع في الأحد الأوّل بعد أحد عيد القيامة المجيدة. وقد أقرَّ هذا العيد البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني في العام 2000، عند إعلانه قداسة الراهبة البولونيّة Faustina،التي تلقّت في رُؤاها رغبةَ يسوع بأن يُقامَ عيد الرحمة هذا، زمنًا للتوبة ولمغفرة الخطايا. معًا نَكِلُ أخانا سامي إلى الله الآب الرحوم الذي ينتظره بالمجد ليُعانِقَهُ بعد أن ضَمَّهُ إليه في يوم عِمادِهِ. وقد عاش سامي هويّته المسيحيّة بين تلك المُعانَقَتَين، على حدّ قول البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي “فرح الإنجيل” عدد 144. وإذا كان يومُ ولادته بالجسد يتأرجح بين الخامس من شهر آب 1955، عشيّة عيد التجلّي، أو عيد الربّ، وفق شهادة العماد، والخامس عشر من الشهر عينه، عيد انتقال أمّنا مريم ممجَّدةً في السماء، وفق تذكرة الهويّة، يكفي المرحوم سامي، أيًّا يكن التاريخ المُعتَمَد، أنه حظي ببركة العيدَين معًا. فمن عيد التجلّي استمدّ نور النعمة الذي رافقه في ظلمات هذه الدنيا ومِحَنها القاسية، ومن عيد الإنتقال استمدَّ رجاءً وطيدًا ليكون بشفاعة مريم الممجّدة جليسَ يسوع في المجد بعد أن تتلمذ له وأعلنه في العائلة والمجتمع والرعيّة. بالإستناد إلى كلّ ذلك أدعوكم إلى وقفَةِ تَذَكُّر لمسيرة أخينا الشمّاس سامي، وفاءً لذكراه وبُنيانًا للجماعة “لأنّ كلّ واحدٍ منّا هو عضو للآخرين” (روم 12/5).
5. نشأَ سامي في المصيطبة بيروت وتَرَبّى على يدِ والِدَينِ فاضِلَينِ هما المرحوم الياس ساروفيم وسلمى الياس الصايغ من الضبيّه. وترعرع على حبّ القيم الإنسانيّة والمسيحيّة برفقة أشقائه الثلاثة سمير وسليم وجوزيف وشقيقتيه سلوى ونوال. فيما يجوز اليوم قلبَ الوالدة الثكلى جرحٌ كبيرٌ أصابها وهي في السابعة والثمانين من عمرها، نرفع من أجلِها الصلاة للتصبّر والرجاء في هذه المحنة الكبيرة، فالأمّ مهما طعنت في السنّ لا تستقيل لحظة من أمومتها.
6. تلقّى سامي العلوم الابتدائيّة في مدرسة مار الياس المارونيّة، رأس بيروت، مواظبًا على نشاطات رعيّتها بانتمائه إلى الجيش المريمي حتى العام 1974. وأكمَلَ دروسَهُ المتوسطة والثانوية في مدرسة الحكمة، جديدة المتن، حائزًا في نهايتها على شهادة البكالوريا. وبعد أن ترك بيروت نهائيًّا واستقرَّ في الضبيّه في العام 1973 بلدة والديه وعائلته الواسعة، دخل في العام 1975، وهو في العشرين من عمره، معترك العالم المهني لكسب العيش الكريم، فعمل في مجال النسيج وصناعة الأقمشة في مؤسسة رولان إميل خياط وإخوته، حتى العام 2002، ونالَ ثقة القيّمين عليها فعُيِّنَ مسؤولاً عن قسم المبيعات فيها.
7. وبعد تسع سنوات من العمل الدؤوب في مجال النسيج، اقترن بالزواج المقدس سنة 1984 من ابنة عمّه السيّدة الفاضلة المرحومة كلود غابي ساروفيم، من الضبيه، فأسَّسا معًا بيتًا مُباركًا تعاهدا فيه أن يعيشا وفقَ روحيّة الإكليل الذي وُضِعَ على رأسَيهما يوم زفافهما، علامةً للحبّ التضحية والوفاء والاحترام والمغفرة. ورزقهما الله ثلاثة أولاد، باتريسيا، وباتريك وساندرا. وقد سُرَّ المرحوم سامي قبل ستّة أشهر من وفاته، فيما المرض العضال كان يُنهك قواه، بأن نُبارِك معًا في هذه الرعيّة إكليل ابنته باتريسيا التي تعاهدت على الزواج مع شريك عمرها السيّد شادي صبحي الزريف في 16 تشرين الأول 2016. وسُرَّ أيضًا بأولاده الثلاثة يعيشون بالتعاضد والإلفة فيما بينهم وهم يشقّون دروبهم في هذه الحياة مُتحمِّلينَ مسؤوليّاتهم المهنيّة بجدارة ونزاهة.
8. وفيما كان يبني مع زوجته عائلةً بخوف الربّ، امتُحِنَت العائلة كلّها في العام 2004 في الصميم عندما اكتشف الأطبّاء مرضًا عضالاً أصابَ كلود، الزوجة والأمّ، ونال منها بعد ثماني سنوات من المعاناة، فانتقلت إلى ربّها في كانون الأول 2012 وهي في الخمسين من عمرها. بمرض كلود، دخلت العائلة في درب آلام لم تكن يومًا عبثيّةً أو سببَ إحباط أو انتفاضةً على الربّ لأنّ الإيمانَ كان مصباحُها والرجاءَ الذي لا يُخيّب قبلتُها وبوصلتُها. ويطيبُ لي أن أُردِّدَ اليومَ ما قالَهُ لي الشمّاس سامي في قدّاس الأربعين للمرحومة كلود في 13 كانون الثاني 2013 في كنيسة الصعود: “إنَّ بقاءَ كلود على قيد الحياة على الرغم من مَرَضها الشديد، كانت العائلة تعتبرُهُ هديَّةً من الربّ، لأنَّ المرحومة استطاعت أن تُرافق أولادها الثلاثة وهم في مطلع عمرهم وتحضنَهم بعطفها وتوجيهاتها إلى حين أصبحوا راشدين ومسؤولين عن ذواتهم”. ولم يُثنِها مرضُها يومًا عن إتمام مسؤوليّتها في إدارة صالونات هذه الرعيّة منذ العام 2000، تاريخ إنشائها، فكانت بفرحها الدائم وشعورها المرهف مع الناس، وبخاصة الضعفاء منهم، الأمَّ المتفهِّمة للجميع والمُسانِدَة لهم في أفراحهم وأتراحهم.
9. وفيما كان سامي يُلملِمُ إيمانَهُ ويَستندُ على الرجاء الذي فيه لمرافقة زوجته وفق قلب الربّ، إذا به يُمتَحَنُ في صحّته قبل أشهر معدودة من وفاة زوجته، لمّا اكتشف الأطباءُ أنَّهُ مُصابٌ بِدورِهِ بمرضٍ عضال. فَحَمَلَ صَليبَهُ، دربَ آلامٍ جديدة، بقوّة إيمان مُذهلة. فلم يستسلم يومًا حتى اللحظة الأخيرة، حين أسلم الروح وهو في الثانية والستّين من عمره. فكانَ يقبل العلاجَ تلوَ العلاج، يتنقّل من مستشفى إلى آخر ومن عيادة إلى أخرى بهدوء وعزم كبيرين، راجيًا أن يُشفى، حُبًّا بالحياة التي هي عطيّة من الله، ومساحة إنسانيّة لخدمة الكنيسة والعائلة، هو الذي أوقفَ ذاته كلّيًّا للإثنتَين معًا. كيف لي ألاّ أذكُر الإحاطةَ البنويّة التي خصَّ بها الأولاد الثلاثة أباهم وأمّهم سامي وكلود إبّانَ المرض، عملاً بوصيّة الربّ، إكرامًا لهما وحبًّا بهما وتخفيفًا عن آلامهما، فأكسبهم ذلك تضامنًا وقوّةً ونضجًا إنسانيًّا وروحيًّا. فكما كنتَ يا باتريك تُضمِّدُ وتُبَلسمُ جراحات الوالدة والوالِد في فترات العلاج بحبٍّ كبير وبشجاعةٍ نادِرَة، صلاتي أضمُّها إلى صلاة الجماعة أن يُضمِّدا ويُبلسما من اليوم معًا، من حيثُ هُما، جراحاتك وجراحات أُختَيك باتريسيا وساندرا، فتتابعوا معًا المسيرة بفرح وعزم وتضامن على خطى الوالدين.
10. وبالإضافة إلى هذا كلّه، ارتبط اسمُ المرحوم سامي، الذي هو إبن نيابة صربا البطريركيّة، بالجسم الكهنوتي فيها، عندما قَبِلَهُ سَلَفي وأخي سيادة المطران جي بولس نجيم السامي الاحترام في العام 2000، في عداد طلاّب الشمّاسيّة الدائمة، بتوجيه من الأباتي مرسيل أبي خليل المريمي وبشهادة إيجابيّة من الأب جوزيف أبي عون المريمي، خادم هذه الرعيّة آنذاك والنائب العام الحالي للرهبانيّة المارونيّة المريميّة.
11. تقبَّلَ سامي هذا الاختيار الكنسي بفرح لا يوصف طالما حبّه للكهنوت رافقه منذ صباه. وارتضى أن تكون الخدمةُ المتواضعة دعوتَه في الكنيسة وموهبتَه الخاصة يقينًا منه أنّ الخدمات على تنوّعها هي لبناء “الخير العام”، “لأنّنا نحن الكثيرون، وفق قول بولس الرسول، جسدٌ واحد في المسيح، ولكن كلّ واحد منّا هو عضو للآخرين” (روم 12/5). ويُتابع بولس قائلاً: “من له الخدمة فليهتمّ بالخدمة، والمعلّم بالتعليم…” (روم 12/7).
12. وفي سبيل عيش دعوته الخاصة، ارتضى فَرِحًا أن يُتابع التنشئة اللاهوتيّة والاجتماعيّة مدّة ثلاث سنوات بين 2001 و 2004 في المعهد اللاهوتي التابع لأبرشيّة أنطلياس المارونيّة وفي المعهد العالي للعلوم الدينيّة التابع لجامعة القديس يوسف، بيروت. فسامَهُ المطران نجيم شدياقًا في 9 تموز 2006، وبعد أن أتمّ السنة الرعائيّة في هذه الكنيسة بالذات، سامَهُ شمّاسًا دائمًا في 16 تشرين الثاني 2007 في كنيسة الصعود الضبيّه. فقام بخدمته الشمّاسيّة خير قيام، فكانَ الأخ والصديق للصغار والكبار، للمرضى والمسنّين، وسندًا للكهنة في الرعيّة طائعًا لتوجيهاتهم وتدابيرهم. وفي السنوات الأخيرة من حياته وبالإضافة إلى خدمته الشماسيّة، عَمِلَ ناظِرًا ومُرشِدًا روحيًّا في مدرسة القدّيسة ريتا، الضبيّه، التابعة للرهبانيّة المارونيّة المريميّة، فقدّره زملاؤه واحترموه وأحبّه التلاميذ.
13. وينسجم هذا المسار الغنيّ مع ما كتبهُ المرحوم سامي للمسؤولين عن الشماسيّة الدائمة في نيابة صربا في العام 2002 عندما سُئلَ عن الدافع عنده لطلب هذه الخدمة فأجاب: “الدافع الأساسي لطلبي الشماسيّة الدائمة هو حبّي للتضحية المستمرّة في سبيل خدمة المؤمنين، وغايتي أن أكون جنديًّا صالحًا كما يقول القديس بولس. ولَن أتأخَّر أبدًا عن تأدية واجباتي المستقبليّة. ودعائي دائمًا إلى الله أن يُكمّل رسالتي لما فيه الخير لأبرشيّة صربا المارونيّة”. ولاقى هذا الدافع صدى إيجابيًّا عند زوجته كلود التي كانت تضاهي سامي تضحيةً ومحبّة وخدمة فتعهّدت خطّيًّا بدورها للمطران نجيم، كما يقضي العرف قبل سيامة شمّاس أو كاهن مرتبط بزواج، في حزيران 2007، فكتبت ما يلي: “سأكونُ بجانبه في كلّ ما يُطلَبُ منه من واجبات تجاه الكنيسة من خدمة الكلمة وخدمة المحبّة”.
14. فيما يعبُر اليوم سامي إلى الضفّة الأخرى ليلقى ربّه وجهًا لوجه بعد أن خَدَمَهُ ووجَدَهُ في وجوه إخوته البشر، وبخاصة الضعفاء منهم، صلاتنا أن يلقى الطوبى التي نالَها العبدُ الأمين الحكيم الذي أقامه سيّده على أهل بيته ليُعطيهم الطعام في حينه، بعد أن وجدَه فاعلاً هكذا (متى 24/ 45-46).
15. على هذا الرجاء، أتقدَّمُ باسم صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّيّ الطوبى، وباسم أخي سيادة المطران جي – بولس نجيم السامي الاحترام، وقد حالت ظروفه الصحيّة أن يكون اليوم بيننا، وباسم إخوتي الكهنة والرهبان الأفاضل وباسم رعيّتي الصعود ومار جرجس الضبيّه وهذا الجمع الحاضر، أتقدَّم بأخلص التعازي من والدته الثكلى ومن أولاده باتريسيا، وباتريك وساندرا، من أشقائه وشقيقتيه وعيالهم، طالبًا من الله أن يُعوِّضَ على الكنيسة بخُدَّام أمينين أمثال المرحوم سامي، ومعًا ندعو له باتِّفاق: “فليكن ذكره مؤبّدًا”. آمين.
الكلمة التأبينيّة التي قالها المطران بولس روحانا
النائب البطريركيّ العامّ على منطقة صربا
في قدّاس جنازة المرحوم الشمّاس الدّائم سامي الياس ساروفيم
كنيسة مار جرجس، الضبيّه
الإثنين 24 نيسان 2017، الساعة 4،00 ب.ظ.
باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.
– حضرة الأب سليم الريّس، خادم هذه الرعيّة المباركة، والرهبان الكهنة المعاونون الأفاضل،
– قدس الأباتي سمعان أبو عبدو المحترم،
– حضرة الخوري عبده أبو خليل المحترم، رئيس الديوان في نيابة صربا والمسؤول عن لجنة الدعوات وطلّاب الشماسية الدائمة في النيابة،
– حضرة الكهنة والشمامسة والرهبان الأفاضل،
– حضرة الفعاليات البلديّة والاختياريّة والسياسيّة وممثّليهم المحترمين،
– عائلة الفقيد المرحوم الشمّاس الدّائم سامي الياس ساروفيم:
والدته: سلمى الياس الصايغ من الضبيّه، أرملة الياس ساروفيم،
إبنه: باتريك؛ إبنتاه: باتريسيا زوجة شادي صبحي الزريف، وساندرا؛
أشقاؤه وشقيقتاه وعيالهم: سمير وسليم وجوزيف وسلوى ونوال،
عمّه وعمّاته المحترمين،
أبناء وبنات رعيّتيّ مار جرجس والصعود الضبيّه المحترمين،
– أيُّها الإخوة والأخوات بالربّ،
“ونترجّى قيامة الموتى والحياة الجديدة في الدهر الآتي”.
1. هذا ما نُعلِنُهُ في خِتامِ قانون الإيمان الذي نتلوه في كلّ قدّاس. فالرّجاءُ هُنا ليسَ انجذابًا إلى مُستقبلٍ وهميّ أشبه بالسراب. إنّه يستند على إيمان الكنيسة الراسخ بأنّ يسوع الناصريّ المصلوب قام من بين الأموات وقال لتلاميذه لمّا ظهر لهم، وهو القول الأخير في إنجيل متى: “وها أنا معكم كلَّ الأيّام إلى نهاية العالَم” (متى 28/20). وفي هذا القول “أنا معكم” صدى أمين لنبوءة أشعيا عن ولادة يسوع كما يذكرها متّى في بداية إنجيله قائلاً: “ها إنَّ العذراء تحمل وتَلِدُ ابنًا ويُدعى اسمهُ “عمّانوئيل”، أي الله معنا” (متى 1/23). بدون هذا الإيمان بأنَّ الله معنا وهو حيّ بيننا وفي الكنيسة والعالم يكون تبشيرنا فارغًا على حدّ قول بولس الرسول الذي أضاف بأنّنا أشقى الناس أجمعين إذا كنّا نرجو المسيح في هذه الحياة وحسب (1 كور 15/ 14. 19).
2. على هذا “الرّجاء الذي لا يخيّب” (روما 5/ 5) نلتقي اليوم، نيابةَ صربا البطريركيّة، إكليروسًا ورهبانًا وراهبات وعلمانيِّين وعلمانيّات، لنُحيطَ بصلاتنا وعاطفتنا عائلةَ المرحوم الشمّاس الدائم سامي الذي رحل في 22 نيسان الجاري، عشيّة الأحد الجديد، المعروف بأحد توما، وعشيّة عيد أحد الرحمة الإلهيّة، وعشيّة عيد القدّيس الشهيد مار جرجس، شفيع هذه الرعيّة التي خَدَمَها قندلفتًا منذ العام 1997 وشمّاسًا دائمًا منذ العام 2007 حتى وفاته.
3. رَحَلَ قبَيْلَ الأحد الجديد، أحد توما، وكأنّهُ كان يأبى أن يكونَ مثل توما لأن سامي آمن بالمسيح القائم من الموت دون أن يراه، فهو اليوم يستحقّ الطوبى من ربّه (يوحنا 20/ 24-29). رَحَلَ عشيّة عيد القدّيس جرجس، فيما الكنيسة المارونيّة تدعونا إلى التأمُّل في هذا العيد بِمَثَل الكرمة الحقيقيّة والأغصان كما أورده الإنجيلي يوحنا (يوحنا 15/ 1-17). في هذا المَثَل صورة زراعيّة للتعبير عن الارتباط العضويّ بين الكنيسة -الأغصان ويسوع، الكرمة الحقيقيّة، منها تستمدُّ الكنيسة في تنوّع أعضائها، ماويّتَها الأساسيّة، بدونها لا ثمر يُرجى لأنّها تُصبح كنيسةً بدون يسوع. أقول هذا لأشهدَ على أنَّ المرحوم سامي سعى كالغصن أن يثبُتَ في يسوع، الكرمة الحقيقيّة، تتلمذًا له وتشبُّهًا به، فجاءَت حياتُهُ فرحًا وسلامًا داخليًّا، خدمةً مُتواضِعة للجميع، للعائلة وللرعيّة. فالذي يرتوي من ماويّة الكرمة الحقيقيّة التي تسري في قلبه وفكره يُمكنُه أن يُردِّد مع الرسول بولس: “لقد صُلبتُ مع المسيح: فلستُ بعدُ أنا الحيّ، بل المسيح هو الحيّ فيّ” (غلاطية 2/20).
4. رَحَلَ عشيّة عيد الرحمة الإلهيّة، الذي يقع في الأحد الأوّل بعد أحد عيد القيامة المجيدة. وقد أقرَّ هذا العيد البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني في العام 2000، عند إعلانه قداسة الراهبة البولونيّة Faustina،التي تلقّت في رُؤاها رغبةَ يسوع بأن يُقامَ عيد الرحمة هذا، زمنًا للتوبة ولمغفرة الخطايا. معًا نَكِلُ أخانا سامي إلى الله الآب الرحوم الذي ينتظره بالمجد ليُعانِقَهُ بعد أن ضَمَّهُ إليه في يوم عِمادِهِ. وقد عاش سامي هويّته المسيحيّة بين تلك المُعانَقَتَين، على حدّ قول البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي “فرح الإنجيل” عدد 144. وإذا كان يومُ ولادته بالجسد يتأرجح بين الخامس من شهر آب 1955، عشيّة عيد التجلّي، أو عيد الربّ، وفق شهادة العماد، والخامس عشر من الشهر عينه، عيد انتقال أمّنا مريم ممجَّدةً في السماء، وفق تذكرة الهويّة، يكفي المرحوم سامي، أيًّا يكن التاريخ المُعتَمَد، أنه حظي ببركة العيدَين معًا. فمن عيد التجلّي استمدّ نور النعمة الذي رافقه في ظلمات هذه الدنيا ومِحَنها القاسية، ومن عيد الإنتقال استمدَّ رجاءً وطيدًا ليكون بشفاعة مريم الممجّدة جليسَ يسوع في المجد بعد أن تتلمذ له وأعلنه في العائلة والمجتمع والرعيّة. بالإستناد إلى كلّ ذلك أدعوكم إلى وقفَةِ تَذَكُّر لمسيرة أخينا الشمّاس سامي، وفاءً لذكراه وبُنيانًا للجماعة “لأنّ كلّ واحدٍ منّا هو عضو للآخرين” (روم 12/5).
5. نشأَ سامي في المصيطبة بيروت وتَرَبّى على يدِ والِدَينِ فاضِلَينِ هما المرحوم الياس ساروفيم وسلمى الياس الصايغ من الضبيّه. وترعرع على حبّ القيم الإنسانيّة والمسيحيّة برفقة أشقائه الثلاثة سمير وسليم وجوزيف وشقيقتيه سلوى ونوال. فيما يجوز اليوم قلبَ الوالدة الثكلى جرحٌ كبيرٌ أصابها وهي في السابعة والثمانين من عمرها، نرفع من أجلِها الصلاة للتصبّر والرجاء في هذه المحنة الكبيرة، فالأمّ مهما طعنت في السنّ لا تستقيل لحظة من أمومتها.
6. تلقّى سامي العلوم الابتدائيّة في مدرسة مار الياس المارونيّة، رأس بيروت، مواظبًا على نشاطات رعيّتها بانتمائه إلى الجيش المريمي حتى العام 1974. وأكمَلَ دروسَهُ المتوسطة والثانوية في مدرسة الحكمة، جديدة المتن، حائزًا في نهايتها على شهادة البكالوريا. وبعد أن ترك بيروت نهائيًّا واستقرَّ في الضبيّه في العام 1973 بلدة والديه وعائلته الواسعة، دخل في العام 1975، وهو في العشرين من عمره، معترك العالم المهني لكسب العيش الكريم، فعمل في مجال النسيج وصناعة الأقمشة في مؤسسة رولان إميل خياط وإخوته، حتى العام 2002، ونالَ ثقة القيّمين عليها فعُيِّنَ مسؤولاً عن قسم المبيعات فيها.
7. وبعد تسع سنوات من العمل الدؤوب في مجال النسيج، اقترن بالزواج المقدس سنة 1984 من ابنة عمّه السيّدة الفاضلة المرحومة كلود غابي ساروفيم، من الضبيه، فأسَّسا معًا بيتًا مُباركًا تعاهدا فيه أن يعيشا وفقَ روحيّة الإكليل الذي وُضِعَ على رأسَيهما يوم زفافهما، علامةً للحبّ التضحية والوفاء والاحترام والمغفرة. ورزقهما الله ثلاثة أولاد، باتريسيا، وباتريك وساندرا. وقد سُرَّ المرحوم سامي قبل ستّة أشهر من وفاته، فيما المرض العضال كان يُنهك قواه، بأن نُبارِك معًا في هذه الرعيّة إكليل ابنته باتريسيا التي تعاهدت على الزواج مع شريك عمرها السيّد شادي صبحي الزريف في 16 تشرين الأول 2016. وسُرَّ أيضًا بأولاده الثلاثة يعيشون بالتعاضد والإلفة فيما بينهم وهم يشقّون دروبهم في هذه الحياة مُتحمِّلينَ مسؤوليّاتهم المهنيّة بجدارة ونزاهة.
8. وفيما كان يبني مع زوجته عائلةً بخوف الربّ، امتُحِنَت العائلة كلّها في العام 2004 في الصميم عندما اكتشف الأطبّاء مرضًا عضالاً أصابَ كلود، الزوجة والأمّ، ونال منها بعد ثماني سنوات من المعاناة، فانتقلت إلى ربّها في كانون الأول 2012 وهي في الخمسين من عمرها. بمرض كلود، دخلت العائلة في درب آلام لم تكن يومًا عبثيّةً أو سببَ إحباط أو انتفاضةً على الربّ لأنّ الإيمانَ كان مصباحُها والرجاءَ الذي لا يُخيّب قبلتُها وبوصلتُها. ويطيبُ لي أن أُردِّدَ اليومَ ما قالَهُ لي الشمّاس سامي في قدّاس الأربعين للمرحومة كلود في 13 كانون الثاني 2013 في كنيسة الصعود: “إنَّ بقاءَ كلود على قيد الحياة على الرغم من مَرَضها الشديد، كانت العائلة تعتبرُهُ هديَّةً من الربّ، لأنَّ المرحومة استطاعت أن تُرافق أولادها الثلاثة وهم في مطلع عمرهم وتحضنَهم بعطفها وتوجيهاتها إلى حين أصبحوا راشدين ومسؤولين عن ذواتهم”. ولم يُثنِها مرضُها يومًا عن إتمام مسؤوليّتها في إدارة صالونات هذه الرعيّة منذ العام 2000، تاريخ إنشائها، فكانت بفرحها الدائم وشعورها المرهف مع الناس، وبخاصة الضعفاء منهم، الأمَّ المتفهِّمة للجميع والمُسانِدَة لهم في أفراحهم وأتراحهم.
9. وفيما كان سامي يُلملِمُ إيمانَهُ ويَستندُ على الرجاء الذي فيه لمرافقة زوجته وفق قلب الربّ، إذا به يُمتَحَنُ في صحّته قبل أشهر معدودة من وفاة زوجته، لمّا اكتشف الأطباءُ أنَّهُ مُصابٌ بِدورِهِ بمرضٍ عضال. فَحَمَلَ صَليبَهُ، دربَ آلامٍ جديدة، بقوّة إيمان مُذهلة. فلم يستسلم يومًا حتى اللحظة الأخيرة، حين أسلم الروح وهو في الثانية والستّين من عمره. فكانَ يقبل العلاجَ تلوَ العلاج، يتنقّل من مستشفى إلى آخر ومن عيادة إلى أخرى بهدوء وعزم كبيرين، راجيًا أن يُشفى، حُبًّا بالحياة التي هي عطيّة من الله، ومساحة إنسانيّة لخدمة الكنيسة والعائلة، هو الذي أوقفَ ذاته كلّيًّا للإثنتَين معًا. كيف لي ألاّ أذكُر الإحاطةَ البنويّة التي خصَّ بها الأولاد الثلاثة أباهم وأمّهم سامي وكلود إبّانَ المرض، عملاً بوصيّة الربّ، إكرامًا لهما وحبًّا بهما وتخفيفًا عن آلامهما، فأكسبهم ذلك تضامنًا وقوّةً ونضجًا إنسانيًّا وروحيًّا. فكما كنتَ يا باتريك تُضمِّدُ وتُبَلسمُ جراحات الوالدة والوالِد في فترات العلاج بحبٍّ كبير وبشجاعةٍ نادِرَة، صلاتي أضمُّها إلى صلاة الجماعة أن يُضمِّدا ويُبلسما من اليوم معًا، من حيثُ هُما، جراحاتك وجراحات أُختَيك باتريسيا وساندرا، فتتابعوا معًا المسيرة بفرح وعزم وتضامن على خطى الوالدين.
10. وبالإضافة إلى هذا كلّه، ارتبط اسمُ المرحوم سامي، الذي هو إبن نيابة صربا البطريركيّة، بالجسم الكهنوتي فيها، عندما قَبِلَهُ سَلَفي وأخي سيادة المطران جي بولس نجيم السامي الاحترام في العام 2000، في عداد طلاّب الشمّاسيّة الدائمة، بتوجيه من الأباتي مرسيل أبي خليل المريمي وبشهادة إيجابيّة من الأب جوزيف أبي عون المريمي، خادم هذه الرعيّة آنذاك والنائب العام الحالي للرهبانيّة المارونيّة المريميّة.
11. تقبَّلَ سامي هذا الاختيار الكنسي بفرح لا يوصف طالما حبّه للكهنوت رافقه منذ صباه. وارتضى أن تكون الخدمةُ المتواضعة دعوتَه في الكنيسة وموهبتَه الخاصة يقينًا منه أنّ الخدمات على تنوّعها هي لبناء “الخير العام”، “لأنّنا نحن الكثيرون، وفق قول بولس الرسول، جسدٌ واحد في المسيح، ولكن كلّ واحد منّا هو عضو للآخرين” (روم 12/5). ويُتابع بولس قائلاً: “من له الخدمة فليهتمّ بالخدمة، والمعلّم بالتعليم…” (روم 12/7).
12. وفي سبيل عيش دعوته الخاصة، ارتضى فَرِحًا أن يُتابع التنشئة اللاهوتيّة والاجتماعيّة مدّة ثلاث سنوات بين 2001 و 2004 في المعهد اللاهوتي التابع لأبرشيّة أنطلياس المارونيّة وفي المعهد العالي للعلوم الدينيّة التابع لجامعة القديس يوسف، بيروت. فسامَهُ المطران نجيم شدياقًا في 9 تموز 2006، وبعد أن أتمّ السنة الرعائيّة في هذه الكنيسة بالذات، سامَهُ شمّاسًا دائمًا في 16 تشرين الثاني 2007 في كنيسة الصعود الضبيّه. فقام بخدمته الشمّاسيّة خير قيام، فكانَ الأخ والصديق للصغار والكبار، للمرضى والمسنّين، وسندًا للكهنة في الرعيّة طائعًا لتوجيهاتهم وتدابيرهم. وفي السنوات الأخيرة من حياته وبالإضافة إلى خدمته الشماسيّة، عَمِلَ ناظِرًا ومُرشِدًا روحيًّا في مدرسة القدّيسة ريتا، الضبيّه، التابعة للرهبانيّة المارونيّة المريميّة، فقدّره زملاؤه واحترموه وأحبّه التلاميذ.
13. وينسجم هذا المسار الغنيّ مع ما كتبهُ المرحوم سامي للمسؤولين عن الشماسيّة الدائمة في نيابة صربا في العام 2002 عندما سُئلَ عن الدافع عنده لطلب هذه الخدمة فأجاب: “الدافع الأساسي لطلبي الشماسيّة الدائمة هو حبّي للتضحية المستمرّة في سبيل خدمة المؤمنين، وغايتي أن أكون جنديًّا صالحًا كما يقول القديس بولس. ولَن أتأخَّر أبدًا عن تأدية واجباتي المستقبليّة. ودعائي دائمًا إلى الله أن يُكمّل رسالتي لما فيه الخير لأبرشيّة صربا المارونيّة”. ولاقى هذا الدافع صدى إيجابيًّا عند زوجته كلود التي كانت تضاهي سامي تضحيةً ومحبّة وخدمة فتعهّدت خطّيًّا بدورها للمطران نجيم، كما يقضي العرف قبل سيامة شمّاس أو كاهن مرتبط بزواج، في حزيران 2007، فكتبت ما يلي: “سأكونُ بجانبه في كلّ ما يُطلَبُ منه من واجبات تجاه الكنيسة من خدمة الكلمة وخدمة المحبّة”.
14. فيما يعبُر اليوم سامي إلى الضفّة الأخرى ليلقى ربّه وجهًا لوجه بعد أن خَدَمَهُ ووجَدَهُ في وجوه إخوته البشر، وبخاصة الضعفاء منهم، صلاتنا أن يلقى الطوبى التي نالَها العبدُ الأمين الحكيم الذي أقامه سيّده على أهل بيته ليُعطيهم الطعام في حينه، بعد أن وجدَه فاعلاً هكذا (متى 24/ 45-46).
15. على هذا الرجاء، أتقدَّمُ باسم صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّيّ الطوبى، وباسم أخي سيادة المطران جي – بولس نجيم السامي الاحترام، وقد حالت ظروفه الصحيّة أن يكون اليوم بيننا، وباسم إخوتي الكهنة والرهبان الأفاضل وباسم رعيّتي الصعود ومار جرجس الضبيّه وهذا الجمع الحاضر، أتقدَّم بأخلص التعازي من والدته الثكلى ومن أولاده باتريسيا، وباتريك وساندرا، من أشقائه وشقيقتيه وعيالهم، طالبًا من الله أن يُعوِّضَ على الكنيسة بخُدَّام أمينين أمثال المرحوم سامي، ومعًا ندعو له باتِّفاق: “فليكن ذكره مؤبّدًا”. آمين.