التنشئة المسيحية لغبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي
الأحد الأوّل من عيد الصّليب 17 أيلول 2017
منطق ثقافة الصّليب (مرقس 10: 35-45)
تبدأ مع هذا الأحد الأسابيع التّالية لعيد ارتفاع الصّليب. وهو زمن مسيرة الكنيسة متّكلة على صليب الفداء ببعديه: البعد العامودي الّذي يرمز إلى تجذّر صليب الفداء في الأرض المنتصر ارتفاعًا بقوّة القيامة؛ والبعد الأفقي الّذي يرمز إلى مسيرة الكنيسة نحو كلّ شعوب الأرض ناشرة المحبّة والحقيقة. ولأنّ الصّليب هو علامة الكنيسة والمسيحيين، فلا بدّ من أن تكون المسيرة موتًا وقيامة، تضحيات وتعزية، على ما قال القدّيس أغسطينوس: “الكنيسة تسير بين اضطهادات العالم وتعزيات الله”.
ولزمن الصّليب وجهٌ آخر، يظهر في معظم أناجيل الآحاد، المأخوذة من الفصل الخامس والعشرين من إنجيل القدّيس متّى، هذا الوجه يُسمّى بزمن النّهايات: الموت والدّينونة ونهاية العالم.
أولاً، شرح نص الانجيل
من انجيل القديس مرقس 10/35-45
قالَ مَرْقُسُ البَشِير: دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ابْنَا زَبَدَى، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ». فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟». قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِالمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟». قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين».
1. هذا الإنجيل يبدأ بإعلان منطق ثقافة الصّليب، وهو يختلف عن منطق العالم. بمنطق العالم، تَقَدَّمَ يعقوب ويوحنا ابنا زبدى بمطلبهما البشري، وهو الجلوس عن يمينه ويساره في ملكه. فكانا يعتقدان مثل غيرهما أنّ يسوع زعيم سياسي سيؤسّس مملكة زمنيّة جديدة، بديلةً من المملكة الرّومانيّة الوثنيّة المحتلّة لأرضهم.
لقد بيّنت الدّراسات أنّ يعقوب ويوحنّا كانا بالأساس ينتميان إلى حزب مسلّح في إسرائيل، هو حزب الغيارى، الساعي إلى تحرير البلاد من الاحتلال الرومانيّ. ويظهر أنّهما كانا من الأعضاء المميّزين في الحزب إذ كانا يحملان لقب “ابنا الرعد” (مر ٣: ١٧). فنفهم مدى الحماسة التي تمتّعا بها والغيرة الدينيّة والوطنيّة. لا بدّ أنّهما رأيا في يسوع القدرة على تحقيق حلمهما في التحرير. لذلك، قرّرا الانضمام إليه لتسريع تحقيق المشروع. وقد تميّزا بين جماعة الرسل بالمكانة المتقدّمة التي وصلا إليها.
2. تعلّمنا هذه الآية أمرين: الأوّل أنّ يسوع يقبل كل واحد منا بحسب وضعه وبحسب رغبات قلبه، على أن تكون هذه الرغبات للخير، حسب ما يتصوّر كلّ منّا هذا الخير، إن كان تصوّرًا صائبًا أم خاطئًا. فالمهمّ توجّه رغبات القلب ونواياه. والمسيح يربّي هذه الرغبات فينا لتتّحد بالمشيئة الإلهيّة. يساعدنا، شيئًا فشيئًا، من خلال نور وجهه، لأن نكتشف الحقيقة التي تفوق العقل والإدراك، وتتخطّى كلّ الحسابات البشريّة.
الأمر الثّاني هو أنّ يسوع في خياره للرسل، دعا أشخاصًا فاعلين في مجتمعهم، متحلّين بالحماسة والانخراط في قضايا زمانهم. فالرسالة تتطلّب مميّزات إنسانيّة. أحيانًا نتصوّر أنّ من يتبع المسيح هو شخص فقد كلّ اهتمام بالأرضيّات. هذا اعتبار يحتاج إلى الكثير من التوضيح: أنّ ما يطلبه يسوع منّا هو التحرّر من العبوديّة للأرضيّات وليس إهمال شؤون الأرض. علينا أن لا ننسى أنّ الله هو من خلق الأرض، وهو من رآها حسنة، وهو من طلب من الإنسان أن يهتمّ بها (تك ١).
يجب أن نفهم أنّ لا فصل عاموديَّا بين أمور الدين وأمور الدنيا. الربّ يريد أن يتوجّه كلّ شيء في الحياة لخير النفوس. حتّى السياسة نفسها هي لخير وخلاص النفوس. فالكنيسة تعرّف السياسة على أنّها “فنّ قيادة الشعوب إلى الخير”.
3. “يا ربّ نريد منك أن تصنع لنا كل ما نسألك” (الآية 35).
مطلب يعقوب ويوحنا منطقي من النّاحية البشريّة، لكنّه غير مقبول من جهّة المضمون. إنّهما يطلبان “كلّ ما يسألانه”، أي ما يفكّران به. يعتبران أنّ الخير هو في ما يفكّران هما به. لم يدعا مكانًا “لفكر الله” ولمشروعه عليهما. يحق للإنسان أن يفكّر ويحلم ويخطّط، ولكنّ المؤمن يعرف أنّ له أبًا في السماء يعرف الخير أكثر منه، ويحبّه أكثر ممّا يحبّ هو نفسه. مشكلة الرسولين أنّهما لم ينفتحا على مخطّط الله، بل تبعا الله ليحقّق لهما أحلامهما. لم يتّفق الرسولان مع يسوع على ذلك مسبقًا، بل تبعاه ليتقبّلا منه ما يقدّمه. أمّا الآن، وبعد التوصّل إلى مركز معيّن، أخذا يفرضان الشّروط، والشّروط الصعبة: “كلّ ما نسألك”.
يدعونا الله إلى اكتشاف عظمة المشروع الذي أعدّه هو لي قبل أن يصوّرني في بطن أمّي. مشروعه يفوق كلّ تصوّر بشريّ وكلّ إدراك. لذلك، لا يمكن أن يشرحه لنا، فهو يفوق قدراتي البشريّة على الإدراك. نحن مدعوّون لاختبار الله ومشروعه، ليدهشنا كلّ يوم وحتى آخر يوم.
4. بادرهما يسوع بالحوار ليرتفع بهما إلى ما يريد أن يعلّمهما عن مشروعه. يبتعد الرّب عن ردّة الفعل الرّافضة، وعن التأنيب، فيما “العشرة الآخرون أخذوا يتذمّرون على يعقوب ويوحنا” (الآية 41). لقد سألهما ببساطة، وهو العليم بأفكار كلّ إنسان: “ماذا تريدان أن أصنع لكما” (الآية 36). في اختلاف الرّأي والمطالب الصّعبة أو غير المشروعة يبقى الحوار الوسيلة الفضلى الّتي تتخطّى الحواجز وتبلغ بالمتحاورين إلى الحقيقة المرجوّة.
5. مطلبهما “بالجلوس الواحد عن يمينه والآخر عن يساره في مجده” (الآية 37) هو سياسي أرضي، باعتبار أنّ يسوع جاء يبني مجدًا شخصيًا له، وهما يتوقان إلى مشاركته في هذا الإنتصار، كمكافأة على اتّباعهما له. طلبا تحسين موقعهما المتقدّم على باقي الرّسل. هذا هو منطق ثقافة العالم. منطق الأنانيّة الّتي تولد مع الإنسان، كجرح من نتائج الخطيئة الأصليّة. أمّا منطق ثقافة المسيح فهو المحبّة كنعمة من الله ننالها بالمعموديّة، ونتربّى عليها في الكنيسة، ونغذّيها في القدّاس الإلهي على مائدتي الكلمة وجسد الرّب ودمه.
6. شرع يسوع بطرح منطق مشروعه الخلاصي: فسألهما “إذا كانا يستطيعان أن يشربا الكأس الّتي يشربها هو، وأن يصطبغا بالمعموديّة الّتي يتعمّد بها” (الآية 38). شرب الكأس هو المشاركة في شرب كأس آلامه. والإصطباغ بمعموديّته هو الإصطباغ بدم الشّهداء.
بمنطق عيد ارتفاع الصّليب المقدّس، قول يسوع دعوة إلى الفرح السّماوي القائم على التّضحية والبذل والعطاء. معموديّة يسوع هي عبور من خلال “الموت” إلى حياة أفضل. ليست تخلّيًا عن الدّنيا من أجل التّخلي، بل هي بيع الكنوز الصّغيرة من أجل شراء الؤلؤة. بمنطق يسوع يسوع نكسب كل شيء. لنفكّر بالقدّيس شربل، والطّوباوي أبونا يعقوب وسواهما.
7. أجاب الرّسولان بالإيجاب: “نستطيع”. إنّه جواب الحماس، ربّما من دون فهم أبعاده، وربّما للإعتقاد أنّ قول يسوع شرط لبلوغ مطلبهما. ولكن مع ذلك يُعلن أنّ الرسولين سوف يشربان الكأس ويتعمّدان بالمعموديّة، إذًا سوف يفهمان الرسالة وسوف يعيشان الحبّ المسيحيّ. هذا إعلان ثقة من قبل الربّ برسله. هو يعرف قلبيهما وأنّهما صادقان. حتّى ولو لم يفهما بعد، فسيقوم هو بما يلزم لللبلوغ بهما إلى الحقيقة. وبما أنّهما صادقا النيّة، فلا بدّ أنّهما سوف يتجاوبان.
تعلننا الكنيسة في كلّ قدّاس أنّنا قديسون، حين يرفع الكاهن القرابين قائلاً: “الأقداس للقدّيسين”. علينا أن نعي وأن نشعر بمدى ثقة يسوع بنا، ومدى اعتماده علينا. فهو لا ينظر إلى ضعفنا بل إلى قوّة الروح فينا. هو يرى ما سنكون عليه. لا يقف عند حدود ضعفنا اليوم، بل ينظر إلينا على مدى الملكوت الآتي. ويدعونا لننظر مثله، ولا نجعل من ضعفنا الحاليّ حاجزًا يمنعنا من السير وراءه. يأتينا المجرّب كلّ يوم ليرينا ضعفنا علّه يقنعنا أنّنا بعيدون جدًّا عن القداسة، ولن نصل إليها أبدًا. فيجدّد الربّ ثقته بنا كلّ يوم في القدّاس مانحًا إيّانا الأقداس التي تقدّس القدّيسين.
8. وأعطى يسوع تعليمه الجديد، منطق ثقافة المسيح: رؤساء الأمم يسودونها ويتسلّطون على الشّعب. “أمّا أنتم من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا، ومن أراد أن يكون الأوّل بينكم، فليكن عبدًا للجميع” (الآيات 42-44).
يضع يسوع نظامه الذي أشار إليه أعلاه بكلام رمزيّ. إلاّ أنّه يعرضه هنا بكلام واضح وصريح، لا مجال للّبس فيه. فالربّ يعلم أنّ هذا التعليم صعب، لذلك لا يتوانى عن شرحه وتفصيله. هدفه تربويّ، وليس أن يضع أمامنا أحاجي ومعضلات.
لقد أعطى الربّ كنيسته تعليمًا واضحًا حول المسائل الإيمانيّة. هو علّمها كلّ ما يجب عليها أن تعرفه. لذلك، من واجب الإنسان أن يتبع إيمانًا واضحًا، بمعنى أنّ من واجبه أن يتبيّن كلّ ما يلتبس عليه، سائلاً الكنيسة، لأنّها المرجعيّة الصالحة لشرح الأمور.
يدخل يسوع في “مفاضلة التواضع”، كلّما تواضعنا أكثر ارتفعنا في عين الله. لذلك يدعونا أوّلاً لنكون خدّامًا، ثمّ عبيدًا. ليس الأمر هنا بحثًا مجانيًّا عن الذلّ، بل هو عيش حقيقيّ لمحبّة الأخوة، مستعدين للتضحية بكلّ شيء في سبيل الأخ المحبوب.
9. ما يعلّمه يسوع يعيشه قبلنا، ويجعل من ذاته القدوة والمثال: “فابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدُم، ويبذل نفسه فداءً عن كثيرين” (الآية 45).
يسوع يطلب منّا ما يطلبه هو من نفسه قبلنا. بل يطلب منّا ما يعيشه هو بشكل دائم. فهو يعطينا في نفسه المثال لنقتدي به. ويعطينا بذلك ضمانة النجاح: إن كان هو يفعل ذلك، فالأمر قابل للعيش؛ وبخاصّة أنّ يسوع لن يتركنا وحدنا في عيشنا لهذه الفضائل، بل هو من يعضدنا، لأنّه هنا ليخدمنا حتّى المنتهى أي حتّى بذل الذات من أجلنا. هو يفوقنا في كلّ شيء وفي المحبّة والتضحية. ولكنّه أيضًا يعرض علينا التمثّل به إلى أقصى الحدود، إذ قال لنا: “ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه” (يو ١٥: ١٣).
* * *
ثانيًا، الإرشاد الرّسولي “فرح الحب”
يتكلّم الفصل الأوّل من “فرح الحب”، بعد الحياة الزّوجيّة والأولاد، في ضوء كلمة الله، عن “الألم والدّم في مسيرة الحياة الزّوجيّة” (الفقرات 19 – 22).
1. يتخلّل الحياة الزّوجيّة والعائليّة الجميلة، كما يصفها المزمور 128 الّذي أضاء على الموضوعين السّابقين، أوجه الألم والشّر والعنف الّتي تكسر حياة العائلة، وشركة الحياة والحب. ففي إطار نقاش مع الفرّيسيين عن حقّ الرّجل في تطليق امرأته لأي علّة، أعطى يسوع تعليمه الرّفيع أنّ بالزّواج “يصبح الرّجل والمرأة جسدًا واحدًا. وما جمعه الله لا يفرّقه الإنسان” (راجع متّى 19: 3-9). ومنذ بداية الخليقة، وبنتيجة خطيئة آدم وحوّاء، فقدت علاقة الحب نقاوتها وطهارتها بين الرّجل والمرأة. وقد قال الرّب لحوّاء: “بالشّهوة تنقادين إلى زوجك، وهو يسود عليك” (تك 3: 16).
2. لقد ملأت صفحات الكتب المقدّسة طرق ألم ودماء، بدءًا من عنف القتل الأخوي بين قايين وهابيل، وصولاً إلى نزاعات متنوّعة بين الأبناء وبين الزّوجات في سلالة ابراهيم واسحق ويعقوب، وإلى مآسي الدّم في عائلة داود، واختبار أوجاع طوبيا البار، وحسرات أيّوب (أيوب 19: 13 و17).
3. يسوع نفسه وعائلة يوسف ومريم اختبرا مرارة الفقر والتّهجير والألم، وقد قارب هو المرضى وشفاهم، وآسى وعزّى، وردّ الأمل إلى القلوب: شفاء حماة بطرس (مر 1: 30-31)، إقامة ابنة يائيروس ولعازر من الموت (مر 5: 22-24؛ يو 11: 1-44). تحنّن متأثّرًا بصراخ ارملة نائين على ابنها المائت وأقامه (لو 7: 11-15). سمع مأساة والد ابن المصاب بالصّرع (épilepsie)، وشفاه (مر 9: 17-27)، التقى العشّارين ودخل بيوتهم مثل متّى وزكّا (متّى 9: 9-13؛ لو 19: 1-10)، والخاطئات (لو 7: 36-50؛ يو 8: 1-11). وتحسّس المرارات والتوتّرات في حياة العائلة، وقاربها بالأمثال: الإبن الشّاطر (لو 15: 11-23)، الإبنين وطاعة أبيهم (متّى 21: 28-31). والإعتداء بالضّرب والقتل على عبيد سيّد الكرم وعلى وحيده، من قبل الكرّامين (مر 12: 1-9). واعتنى بتخليص عروسي قانا من الإحراج لنفاذ الخمر (يو 2: 1-10)، وتألّم لغياب المدعوّين إلى وليمة عرس (متّى 22: 1-10)، وشعر بارتباك المرأة الّتي أضاعت درهمها في بيتها (لو 15: 8-10).
4. خلاصة التّعليم هي أنّ كلمة الله، ليست مجرّد مبادئ نظريّة ثابتة وجامدة، بل هي رفيقة السّفر، ولاسيّما بالنّسبة إلى العائلات الّتي تمرّ في أزمة، أو تواجه الألم وسواه. فكلمة الله تنير خطاهم، وتعزّي قلوبهم، وتكشف الغاية الأخيرة “عندما سيمسح الله كلّ دمع من عيونهم. فلن يكون موت وألم وصراخ وضيق” (رؤيا 21: 4).
صلاة:
أيّها الرّب يسوع، بقوّة صليبك وتحت لوائه، وقد افتديت بها الجنس البشري، نسير مع الكنيسة وسط اضطهادات العالم وتعزيات الله. ادخلنا في ثقافة الصّليب: ثقافة التّضحية والبذل والعطاء، ثقافة التّواضع والخدمة، من أجل حياة أفضل فينا، ومن أجل عالم أكثر إنسانيّة. ساعد الأزواج والعائلات في مواجهة مفاجآت حياتهم الصّعبة والمرّة. فنرفع نشيد المجد الدّائم للآب والإبن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.